|


أحمد الحامد⁩
أمثال الحياة
2024-02-14
في مراهقتي وبداية الشباب أردت أن أكتشف الحياة بطريقتي، وأن أعيش بالأفكار التي أعتقدها. كان خطأ استراتيجيًا لسببين، الأول أن الحياة أكبر مني، ويصعب على عمري مهما كبر أن يكتشفها. السبب الثاني أن عقلي حينها كان من الصعب عليه أن يفرز بين الأفكار الجيدة والسيئة، لاحقًا وبكثير اكتشفت أن الإنسان العاقل يموت وهو غير متيقن من معظم ما يعتقده حتى وإن بلغ مئة عام. الثابت بالنسبة لي الآن أن الحياة ممر قصير جدًا، يوصلنا للحياة الآخرة، وكل ما نحياه في الممر هو اختبارات، إما أن ننجح فيها فنعبر للحياة الآخرة بسلام، أو نسقط فنفشل. هذا الإيمان جعلني أنظر لكل ما أواجهه أيًا كان بحذر شديد، لكي لا أفشل في الاختبار. في بدايات الشباب وعندما يقول أحدهم مثلًا شعبيًا كنت أقول له دعك من هذه الكلاسيكية القديمة، كوّن مفهومك الخاص. مشكلة مرحلة الشباب أنها تجمع القوة مع الجهل مع الغرور، بالطبع هناك قلة عاقلة من الشباب في كل الأزمنة، هؤلاء أصحاب حظ عظيم. اليوم أصبحت الأمثال الشعبية و العالمية من أعز الأصدقاء بعدما كنت أتجاهلها أو حتى أحاربها، والمثل القائل ما بعد العداوة إلا المحبة مثل صحيح. اسمحوا لي أن أعرفكم على بعض أصدقائي الجدد، لكي نستفيد معًا من حكمة الشعوب. قبل أن أبدأ بمثل ياباني لاحظت أن الكثير من أمثالهم تحث على الواقعية «تفاءل بالأفضل وليكن استعدادك للأسوأ». واقعية أخرى لكنها إيطالية من المؤكد أن البنوك لا تحب واقعية هذا المثل الإيطالي «كوخ عامر أفضل من قلعة خاوية». عن الأصدقاء هناك مثل إنجليزي وصف الصداقة وصفًا دقيقًا «المرء بلا صديق كاليد بلا أصابع». الإنجليز واقعيون أيضًا، لأنهم يدركون أن الإنسان محدود القوة، ولا بد أن أن يساير الأوضاع «إذا هبت الريح وجب على الحشائش أن تنحني». المثل الهندي التالي يفسر أسبابًا كثيرة لفشل البعض وشقائهم، لكن تطبيقه يحتاج لعقل ذكي ونفس قوية «تبدأ السعادة حيث ينتهي الطمع». في ماليزيا مثل عن تأثير المال، حيث لا يجعل صاحبه ذا شأن فقط، بل ظريف أيضًا «نكتة الغني مضحكة دائمًا». مثل فيتنامي عن حقيقة وجود الإنسان في الدنيا، مثل للمستعدين لأخذ العبرة «يقول الناس أن الوقت يمر، والوقت يقول إن الناس يمرون» سلام.