|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2024-02-16
مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، العالم الذي لا تتوقف دراساته، وإذا كنت في السابق أنتقد الدراسات التي تناقض بعضها فإنني أتراجع عن ذلك، لأن الإنسان مهما عاش لن يحل كل ألغاز العالم، وإذا ما اكتشف شيئًا قد يأتي اكتشاف آخر يناقض الاكتشاف الأول. أما أخبار العالم فمن الطبيعي أنها متغيرة، لكن الثابت هي الصراعات، لا أذكر يومًا أنني قرأت صحيفة أو استمعت لنشرة أخبار دون أن يكون هناك صراعات في العالم، وإذا حصل سلام في مكان، اندلع صراع في مكان.
* دراسة بريطانية جديدة أثبتت أن 70 في المئة من الآباء يصابون بالأمراض نتيجة تحملهم مسؤولية عائلاتهم، وأن 50 في المئة منهم يخفون مرضهم إذا كان طفلهم مريضًا أيضًا، وأن معظم ما يصيبهم من عدوى انتقلت إليهم من أطفالهم الصغار. الدراسة التي أجرتها (زاربيز) المختصة بالصحة العائلية نصحت الآباء بالاهتمام بأنفسهم. اسمحوا لي أن أرحب بالدراسة ترحيبًا حارًا، وأن أصفق لها تصفيقًا طويلًا أشبه بالتصفيق الذي لقيه شارلي شابلن عندما صفق له الجمهور دقائق متواصلة وصفت بالأطول. الدراسة تناقض ما تدعيه الزوجات من أن الرجال بمجرد شعورهم بالمرض يبدؤون بالشكوى، وأنهم يبالغون كثيرًا في وصفهم للآلام التي يشعرون بها، ويطالبون ببقاء زوجاتهم بالبقاء بقربهم! هذه الدراسة يا سيداتي تؤكد شجاعة الرجال وقوة صمودهم، أما ما وصفتموه بالمبالغة أثناء مرضه فذلك مجرد محاولة منه لكسب العاطفة ممن يحب. أجمل تحية للدراسة البريطانية، هذي الدراسة وإلا بلاش!.
* في مقابلة أجراها أحد رجال الأعمال في أمريكا، تحدث عن طريقته الناجحة في اختيار أصدقائه، قال بأن يجري لهم اختبارًا سريًا، وذلك بالصعود معهم في سياراتهم عدة مرات، ومراقبة سلوكهم وصبرهم أثناء القيادة، والاستماع لتعليقاتهم وألفاظهم عن بقية السائقين، بالإضافة لمدى التزامهم بقوانين المرور الذي يعكس دقتهم ومدى تحملهم للمسؤولية. شبّه رجل الأعمال قيادة السيارة بالاختبار الحقيقي الذي يكشف دواخل الإنسان التي لا تظهر في الأوقات العادية. كما أنها تكشف تفاني أو أنانية السائق. أتفق مع ما قاله رجل الأعمال، وذكرني اختباره بأحد الذين رافقتهم في أحد المشاوير، كان يشتم الجميع، ولا يحترم قوانين المرور، حتى إنه التفت نحوي وقال: يا خي هالناس ما يستحون، ما تعرف تسوق لا تطلع من بيتكم! كانت تلك المرة هي الأولى والأخيرة التي أراها فيه.