|


عمار بوقس
حمضانة
2024-02-19
أخيرًا انتهت المسرحية، وأسدل الستار على الفصل الأخير منها، وأعني بذلك مسرحية اللاعبين المستبعدين من المنتخب، وصدرت العقوبات من إيقافاتٍ وغراماتٍ ماليةٍ، لكنها في رأيي نهايةٌ ناقصةٌ، لأنها لم تشمل جميع أطراف القضية، فكما أخطأ اللاعبون، فقد أخطأ المدرب الإيطالي للمنتخب مانشيني، وكذلك الجهاز الإداري بقيادة الكابتن حسين الصادق، وليس من العدل أن تصدر العقوبات في حق طرفٍ واحدٍ في القضية.
حديث الصادق كان صادقًا أكثر مما يجب، فأدانه هو وزملاؤه أكثر مما برَّأهم، لأنهم لم ينجحوا في احتواء المشكلة من البداية، وتركوا الخيط والمخيط لمانشيني، وسلَّموه جميع الصلاحيات، متنصِّلين من مسؤولياتهم بوصفهم جهازًا إداريًّا للمنتخب، لذا هم يستحقون المحاسبة والعقوبة تمامًا بقدر أولئك اللاعبين.
الجهاز الفني بقيادة مانشيني يستحقُّ هو أيضًا المُساءلة والعقوبة، لكن بدرجةٍ أقل من الطرفين الآخرين، لأنه بعيدٌ كل البعد عن ثقافة مجتمعنا الرياضي، فلم نعهد مدربًا يخيِّر لاعبًا بين البقاء في المنتخب من عدمه، ولم نعهد مدربًا يسأل لاعبًا عن مدى سعادته في الانضمام للمنتخب، والأهم من ذلك أن لاعبينا صغارٌ في السن، ولم يتعاملوا مع هذه الأسئلة كما يجب، لذا تكون نهاية هذه المسرحية بالنسبة لي نهاية «حمضانة»، ولمَن لا يفهم كلمة «حمضانة»، فهي تعني بلهجتنا «بايخة».
عاد الدوري، وعادت الأجواء المحلية والآسيوية، وبالنسبة لي لا جديد فيها، فهي امتدادٌ لسيناريو ما قبل التوقف، لكنها عادت بشكلٍ باهتٍ، وهو أمرٌ متوقَّعٌ بعد توقفٍ دام نحو 50 يومًا، فالفرق لم تدخل الأجواء بعد باستثناء الهلال الذي يغرد وحيدًا خارج السرب، أما البقية فلا شيء يذكر! حتى الأخطاء التحكيمية الهزلية ما زالت مستمرةً.
على صعيد الأهلي، جاءت خسارته أمام الأخدود طبيعيةً ومتوقعةً، لأن الفريق عوَّدنا على التذبذب الفني الموسم الجاري، وأستغرب من أولئك الذين حملوا الخسارة أكثر مما يجب، وكأنهم لا يعرفون الأهلي، وباختصار كان القاسم المشترك بين قضية اللاعبين المستبعدين والجولة الـ 20 من الدوري، أن كليهما مسرحيةٌ «حمضانة».