|


سعد المهدي
آسيا أم الدوري؟
2024-02-24
إذا كان التنافس يضمن لك تحقيق كل الأهداف من المؤكد ألا تفرط فيها، ومع ذلك لا بد من أن تحسب للمخاطر بشكل عملي بالوقوف على واقعك، ليس من خلالك إنما أيضًا ممن هم حولك من المنافسين.
في السباق الآسيوي تقف ثلاثة أندية على قدم المساواة من حيث فرصة الوصول للمباراة النهائية لدوري أبطال آسيا، الهلال والاتحاد والنصر جميعهم نفس الرغبة والتطلع للحصول على اللقب، إلا أن قوة الدافعية التي لها أسبابها تجعل النصر أولًا فالاتحاد ثم الهلال.
الهلال قريب عهد بتحقيق اللقب، والاتحاد سبق وأن حققه، فيما ينتظر النصر دوره وقد تهيأ لفعل ذلك أكثر مما سبق بامتلاك كوكبة من النجوم العالميين القادرين على تطويع اللقب الغائب، كما أنه بات أقرب له من لقب الدوري، وهو سبب كافٍ لأن يجعل الهلال لقب الدوري الذي يمضي إليه حثيثًا مقدمًا على اللقب الآسيوي، فيما لا خيار للاتحاد إلا «آسيا» بعد تعثره في الدوري.
جمهور الهلال لن يقبل إلا كل البطولات، لكن الحقيقة أنه سيحاسب الفريق حسابًا عسيرًا إن لم يحقق لقب الدوري وقد قطع في مشواره ما يؤهله لأن يمضي حتى النهاية، فيما مهما غضب على الخروج الآسيوي ـ إن حدث ـ سيراجع موقفه من خلال تفهمه لآلية المنافسة في المسابقتين، فالفارق واضح بين الأدوار الإقصائية ولعب أربعة عشر جولة متبقية في الدوري.
تمامًا عكس ما سيفعله جمهور النصر الذي يرى عمليًا أن اللقب الآسيوي أقرب له من لقب الدوري، وأن ما سيتحقق له من مكاسب إضافية باللقب الآسيوي كبيرة وانفراجة يمكن لها أن تكون ذات إثر على مسيرة الفريق لسنوات طويلة، ونفس الحال وأكثر بالنسبة للاتحاد الذي سيعيده اللقب الآسيوي للواجهة من جديد، وسيمهد له فرصة إعادة ترتيب أوراقه، وتوديع كل ما فات.
الهلال سيلعب مونديال 2025م في الولايات المتحدة، وكسبه للقب الآسيوي لن يكون أكثر من إضافة رقم في رصيده البطولي، وفتح فرصة مشاركة نادٍ سعودي إضافي في المونديال، وهذا جيد بالنسبة له إذا تم، إلا أن العمل على الاستثمار فيما تم فعله «الدوري» أكثر ضمانًا مما «سيفعله» في آسيا.