مشاريع رونالدو.. فنادق.. وشركة إعلامية.. زراعة شعر ومصنع مياه
خلف أضواء النجومية الساطعة، وشلال الملايين المتدفق على الحسابات البنكية للبرتغالي الأسطوري كريستيانو رونالدو، قائد فريق النصر الأول لكرة القدم، قصّة إلهام، تحكي كيف تحوَّل طفل صغير، شبه مُعدم، من مدينة فونشال في جزيرة ماديرا، إلى أحد أعظم وأغنى اللاعبين في عالم الساحرة المستديرة.
الوالدة ماريا دولوريس دوس سانتوس، التي تعمل طاهية في قطاع الضيافة وعاملة نظافة، وزوجها البستاني خوسيه دينيس أفيرو، رُزقا في 5 فبراير، قبل 39 عامًا، بطفلهما الرابع، سمّياه رونالدو، تيمنًا بالرئيس الأمريكي رونالد ريجان، الذي كان يحظى بتقدير خاص من الوالد.
رغبت ماريا في إجهاضه خشية الإملاق، في ظل إدمان زوجها الكحول، لكن الطبيب رفض إجراء العملية، بحجة عدم قانونيتها، وكان قرارًا غيَّر، دون قصد، مجرى تاريخ كرة القدم.
من القاع ارتقى، كافح، ووالدته في ظهره، بالتشجيع والتوجيه، شكّلت منه مقاتلًا شغوفًا لا يُشق له غبار.. نحت الصخر، وصعد من بيئة دنيا.. جاب الأندية حتى وصل إلى سبورتنج لشبونة، وسطّر صفحات المجد مع مانشستر يونايتد، وريال مدريد، ويوفنتوس، إلى أن رست سفينته على شاطئ النصر.. هذا هو باختصار كريستيانو رونالدو دوس سانتوس أفيرو.
وبالتوازي مع تقدّمه الرياضي، حرص البرتغالي على استثمار أمواله في مشاريع تضمن له إبقاء يديه مشغولتين عندما يقرر تعليق حذاءيه الذهبيين، وارتفعت الوتيرة مع دخوله الفصل الأخير من مسيرته الاحترافية.
وفضلًا عن عقده السخي مع الأصفر العاصمي الذي وقعه يناير قبل الماضي، يملك اللاعب مصادر دخل عديدة أخرى، من استثمارات في قطاعات تجارية متنوعة، تدرّ على أرصدته أرباحًا طائلة، كان آخرها افتتاح فرع لعيادته الخاصة بزراعة الشعر في سلطنة عمان.
ورونالدو واحد من 11 مستثمرًا تشاركوا صفقة الاستحواذ على مجموعة «كوفينا» الإعلامية البرتغالية، التي انعقدت العام الماضي، مقابل نحو 56.8 مليون يورو، وفق ما ذكرته تقارير صحافية آنذاك.
وتُصْدر هذه المجموعة العملاقة صحيفة «كوريو دا مانها»، الأكثر انتشارًا في البرتغال، والتي تبيع نحو 110 آلاف نسخة يوميًا.
ومن مطبوعاتها أيضًا صحيفة «ريكورد» اليومية، و«ديستاك» المجانية، و«جورنال دي نيجوسيوس»، المخصّصة لعالم المال والأعمال، وسلسلة من المجلات، إلى جانب قناة «سي إم تي في» التلفزيونية.
وبحسب التقارير، يبلغ نصيب رونالدو ما بين 20 إلى 30 في المئة من أسهم شركة «إكسبريساو ليفر 2» التي استحوذت على هذه المجموعة الإعلامية المرموقة.
وأثار توجّه «الدون» إلى هذا الصرح بالتحديد استغرابًا في الأوساط الإعلامية، نظرًا للمناوشات التي تكررت بين الطرفين، على خلفية انتقادات لأدائه، أو أسئلة صحافية منها لم ترق له.
وذات مرة، قال اللاعب عن «كوريو دي مانها»، أبرز صحف المجموعة: «ليس لدي أي احترام لهذه الصحيفة لأنها تختلق الأخبار باستمرار، وتصطنع الخلافات، وتشيع أجواء سيئة في المنتخب الوطني».
وخلال بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2016»، التي توّج بها المنتخب البرتغالي، وقعت حادثة شهيرة، عندما ألقى رونالدو مذياع قناة «سي إم تي في»، التابعة للمجموعة، في المياه، امتعاضًا من سؤال وجّهه إليه مراسلها.
وهذا ليس أول دخول استثماري لـ «صاروخ ماديرا» إلى المشهد الإعلامي، ففي 2017 استحوذ على غالبية ملكية الوكالة الرقمية «ثينج بينك»، وسرعان ما تغيَّرت علامتها إلى 7EGEND، التي يُدمج اسمها بين رقم قميص اللاعب، وكلمة «أسطورة» بالإنجليزية.
ويتركَّز عمل الشركة على تقديم الاستراتيجيات والحلول في صناعة الرياضة، ومن بين أبرز عملائها ناديا بورتو البرتغالي، وفالنسيا الإسباني، إلى جانب الاتحاد البرتغالي لكرة القدم.
وتعتني الوكالة أيضًا بمنصة رونالدو «CR7 Fitness Crunch»، التي تربط بين الرياضة، واللياقة البدنية والصحة، وتدعم سلسلة صالات الألعاب الرياضية الخاصة به.
واقتحم قائد النصر أيضًا المجال الطبي، عبر تملُّك مجموعة عيادات «إنسباريا» لزراعة الشعر.
وتعرَّضت هذه المجموعة لأزمة مع سلطات الضرائب الإسبانية من قبل، بداعي إصدار فواتير معفاة من ضريبة القيمة المضافة، لمئات العملاء، بين عامي 2019 و2021.
وانبثقت الأزمة من خلاف بين الطرفين حول توصيف بعض الحالات المرضية للزبائن، ففي حين تُشخّص العيادة «الثعلبة» مرضًا يقتضي إعفاء حامله من الضريبة عند إجراء الزراعة، ترى وزارة الخزانة الإسبانية وجوب فرض «القيمة المضافة» عليه، لأنه يخضع إلى جراحة تجميلية في تقديرها.
ولدى «إنسباريا» 13 عيادة في المجمل، تتوزَّع على مناطق مختلفة، من بينها مدينتا مدريد وبرشلونة في إسبانيا، وميلانو الإيطالية، والبرتغال، وأخيرًا عُمان.
وبالإضافة إلى ذلك، وضع رونالدو يده على حصة في شركة «Mabel Captial»، صاحبة مطاعم «زيلا» العالمية، وشركة «Chrono24» الألمانية، المتخصصة في بيع الساعات الفاخرة عبر الإنترنت.
أيضًا، يركض الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا في القطاع الفندقي منذ 2015، عندما استثمر في مجموعة «بيستانا» السياحية والترفيهية، التي تتخذ من جزيرة ماديرا البرتغالية، مسقط رأسه، مقرًا لها.
وتملك المجموعة، التي أسّسها مانويل بيستانا ويديرها نجله المليونير ديونيسيو، سلسلة من الفنادق في جميع أنحاء البرتغال، وتعاونت مع رونالدو في شراكة بنسبة «50/50» لإطلاق سلسلة خاصة به تحت علامته التجارية CR7.
وأثمرت الشراكة بينهما عن إنشاء خمسة فنادق للاعب، موزعة على مدينتي لشبونة وفونشال البرتغاليتين، ومدريد الإسبانية، ومراكش المغربية، إضافة إلى ميدان التايمز «تايمز سكوير» الشهير في حي مانهاتن بمدينة نيويورك الأمريكية.
وحسب صحيفة «ديلي ميل» الإنجليزية، ينتظر كريستيانو تدشين فندقه السادس، عام 2027، وسيكون في باريس، العاصمة الفرنسية.
وكان من المفترض الانتهاء من هذا الفندق في 2021، على الضفة اليسرى لنهر السين، بالقرب من محطة قطار «أوسترليتز»، لكنه تأخر 6 أعوام.
وعبر شراكات أخرى، تقدّم علامته التجارية الملائمة لنمط الحياة «Life Style» نظارات، وملابس داخلية وجوارب، وأحذية، وعطور، وأزياء بالغين، وخط إنتاج لسراويل «الجينز»، وأزياء أطفال، جميعها تحمل الاسم CR7.
وقبل شهرين، انضم قائد المنتخب البرتغالي، بـ 40 مليون جنيه إسترليني، إلى المستثمرين في لعبة الفيديو الجديدة لكرة القدم «UFL»، المنافسة لـ «EA Sports» الشهيرة.
وكُشف الستار في عام 2022 عن «UFL» بواسطة مطوِّر ألعاب الفيديو «Strikerz Inc»، وهي اختصار لعنوان «United Football League« أي «دوري كرة القدم المتحدة».
وفي صيف العام الماضي، أعلن ابن فونشال رعايته علامة «URSU» للمياه المعدنية التي يقع مقرّ مصنعها في أفيلا، شمال غربي مدريد، وروّج لها عبر حسابه في «إنستجرام» بالإشارة إلى فوائدها الصحية، ونوعيتها الفريدة.
وبعد أشهر وقّع معه المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه، عقدًا، أصبحت بموجبه هذه العلامة، مزوّد المياه الرسمي للنسخة الرابعة من مهرجان «موسم الرياض».
وخلال العام المقبل، سيُلحق المهاجم الأسطوري، السعودية، بقائمة مواقع استثماراته، عبر مشروع ترفيهي كروي ضخم، أعلن عنه آل الشيخ، مطلع فبراير الجاري، على هامش مباراة النصر وإنتر ميامي الأمريكي، ضمن كأس موسم الرياض.