|


د.تركي العواد
المال = الحماس
2024-02-29
تحمست كثيرًا لمشاهدة مباراة الفتح وضمك، ضمن الجولة 21، فالمباراة لا تُفوت لأنها صراع على المركز السادس، فضمك يتقدم على الفتح بنقطة يتيمة، وفوز الفتح يجعله يقفز إلى المركز السادس، كل عوامل المباراة التنافسية والمثيرة متوفرة، ولكن ما حدث أحبط كل من راهن على مباراة تعكس تطور الدوري السعودي.
الدوري تطور بشكل كبير في أرضية الملاعب والنقل ونوعية اللاعبين، وتطور فنيًّا بشكل واضح في القمة، ولكن الوسط بقي على حاله، لا تغيير يذكر، ولا حافز يُحرك الفرق التي لا تطمح في تحقيق اللقب وليست في خطر، أتوقع مزيدًا من المباريات الباهتة بين أندية «اللا طموح» خاصة مع ابتعاد الهلال والنصر عن الجميع في الطابق العلوي، وابتعاد الحزم وأبها في القاع.
ما نحتاجه بشكل سريع لحل هذا الشعور الطبيعي بقلة الحماس وفقدان الدافع والشعور بالاكتفاء بما تحقق هو زيادة جوائز المراكز بشكل يشعل الصراع على كل مركز، فالملايين تحرك الأندية وتزيد طموحها، لو كان المركز السادس أعلى من السابع بعشرة ملايين لما شاهدنا مباراة فيها هدفان وكرتان وتغييران لكل فريق.
بعد انتهاء الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي 2022-23 حصلت الأندية على جوائز مالية بناءً على المركز، وتبلغ قيمة كل مركز في جدول الترتيب نحو 2.2 مليون جنيه إسترليني «10 ملايين ريال»، حتى الفرق الثلاثة الهابطة للدرجة الأدنى حصلت على أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني، وأيضًا الترتيب يحدد المبلغ الذي يحصلون عليه، فالمركز الأخير أقل من المركز قبل الأخير، وستبقى هذه الأندية تتلقى دفعات مالية من الدوري الإنجليزي الممتاز على مدار السنوات الثلاث التالية للهبوط.
على الجانب الآخر من الجدول، سيحصل مانشستر سيتي بطل الدوري على أكثر من 160 مليون جنيه إسترليني بسبب مركزه.
العوائد المالية هي المحرك الأول لتطوير أي دوري. لم يتطور الدوري الإنجليزي إلا بعد أن ارتفعت مداخيل الأندية بشكل كبير، إذا أردنا تطوير دوري روشن فالهدف الأول يجب أن يكون زيادة دخل الأندية.