|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2024-03-01
* صديقي نصراويٌّ بشدة، وقد يفوِّت مواعيد عمله، لكنه لا يفوِّت مشاهدة مباريات النصر! مع الزمن علمت أن نتائج مباريات النصر هي التي تتحكم في مزاجه، فإن فاز الأصفر، يتورَّد وجهه، وتصبح طاقته بلا حدودٍ، وسعادته تكفي كل سكان المدينة، وإن خسر، يتملَّكه الغضب والانفعال، ثم الكآبة. علمت ذلك بالتجربة بعد أن زرته عقب إحدى المباريات التي فاز فيها النصر، ثم إثر مواجهةٍ، خسرها الفريق، لذا صرت لا أزوره، ولا أتصل به إلا إذا فاز النصر. في إحدى المرات، طلب مني أحد الأصدقاء خدمةً، وكان هلاليًّا، فقلت له: إن الذي يستطيع قضاءها لك، هو فلان «صاحبنا النصراوي»، لذا سأتحدث معه في الأمر، لكن عليك أن تمهلني بعض الوقت. وأضفت أن أفضل توقيتٍ للتواصل معه، هو بعد فوز النصر مباشرةً، وشرحت له كيف أن نشوة فوز الأصفر، ترفع الأدرينالين عنده، فلا يردُّ طلبًا لأحدٍ. بعد أيامٍ، فاز النصر، فاتصل صاحبي الهلالي قائلًا: «يلا خلنا نروحله قبل لا يبرد الأدرينالين عنده.. تصدق هذي أول مرة بحياتي أدعي الله يفوز النصر».
* في هذا الـ «ويك إند» قرَّرت العودة إلى مشاهدة أفلامٍ سبق وشاهدتها مرَّاتٍ عدة، فالأفلام الرائعة تشبه الطعام اللذيذ الذي تشتهي تناوله كل مدة. اخترت مشاهدة «جري الوحوش»، الفيلم الذي أنتج عام 1987 من بطولة محمود عبدالعزيز، ونور الشريف، وحسين فهمي، وحسين الشربيني، ونورا، وإخراج المبدع علي عبد الخالق، وتأليف الرائع محمود أبو زيد. في هذا الفيلم اجتمع الضحك الشديد، والألم الموجع، وإذا كانت للسينما أهميةٌ، فلا يوجد مثالٌ أوضحُ، يفسِّرُ أهمية الفن مثل هذا الفيلم. بالنسبة لي، أرشِّح «جري الوحوش» ضمن أفضل ثلاثة أفلامٍ في تاريخ السينما المصرية. أمَّا العمل الثاني، فكان «cast away» إنتاج عام 2000، وبطولة توم هانكس. سبق وشاهدته أكثر من خمس مرَّاتٍ، وبعد كل مرَّةٍ، أستعيد قيمة كل ما هو حولي من جديد، ومع أني أنتقدُ أجور الفنانين المليونية، لكنَّ أداء توم في الفيلم يستحقُّ مليار دولارٍ. في حين كان الفيلم الثالث «the godfather» الجزء الأول، من إنتاج عام 1972، وبطولة مجموعةٍ من النجوم، أبرزهم مارلون براندو، وآل باتشينو. الفيلم من النوع الذي لا يعطيك فرصةً واحدةً للالتفات خارج الشاشة، ومع جمال القصة، وجودة الإخراج، وبراعة أداء النجوم وحفظي للفيلم، لكنَّ سبب عودتي إلى مشاهدته يكمنُ في عبقرية إخراجه «فرانسيس فورد كوبولا». هذا الفيلم مدرسةٌ سينمائيةٌ، ومحفزٌ لكل مَن يريد تقديم عملٍ متميزٍ أيًّا كان نوعه.