|


أحمد الحامد⁩
لاسلكي.. وممثل رمضاني!
2024-03-03
أضحك كلما قرأت عن العلماء الذين يبحثون عن وجود حياةٍ في الكواكب البعيدة، إذ ما زالوا يرسلون إشاراتٍ لاسلكيةً إلى سكان تلك الكواكب لعلهم يتلقون منهم إجابةً! يذكِّرني تصرُّفهم بنفسي عندما كنت أحلم ببدء مشروعٍ زراعي، بينما حديقة منزلي مهملةٌ، ونصف نباتاتها «ميتة» بسبب الإهمال! لماذا يبحث العلماء عن وجود سكانٍ في كواكبَ أخرى، أليس من الأولى لهم أن يتعرَّفوا على سكان حارتهم أولًا؟! ربما يجبُ على بعضهم التعرُّف على أبنائهم جيدًا، وأن يفهموهم، ويستمعوا إليهم قبل أن يبحثوا عن الفضائيين! يقول أحد الأعزَّاء: إنه عندما شاهد ابنته تلبس فستان زفافها، انهمرت دموعه، وشعر بأنها كبرت، وهو بعيدٌ عنها، لأن أولوياته كانت خارج المنزل. أتصوَّر أن نسبةً كبيرةً لديها «لخبطةٌ» في الأولويات مثل الذين يبحثون عن سكان الفضاء، وقد يكون أقرب الناس إليهم في حاجةٍ لهم!
مع قرب شهر رمضان الكريم، انتشر نوعان من الإعلانات، الأول إعلانات الأطعمة وأنواعها و«سمبوساتها»، والثاني عن المسلسلات الرمضانية التي سيمرُّ معظمها دون أن يشاهدها أحدٌ، ليس لأنها سيئةٌ، بل لأن عشرات المسلسلات تُعرض في اليوم نفسه، فلا يستطيع المشاهد أن يتابع أكثر من مسلسلين. لقد أثبت الإنتاج العربي على مدار 30 عامًا، أنه موسمي بامتياز، ولن يكسر هذا الطابع، لأنه يهتمُّ بالعرض خلال رمضان، لذا نحن لا نشاهد نجوم التمثيل إلا في الشهر الكريم، ووفق هذا الأساس يصحُّ أن نطلق على الممثلين لقبَ ممثلٍ رمضاني. أعود للإعلانات عن الأطعمة، كيف يتم تكثيف إعلانات الأطعمة في الشهر الذي تصوم فيه الناس؟!
بالأمس سهرت مع تطبيق «شات جي بي تي»، سألته عشرات الأسئلة، وكان يجيب في ثانيتين! كان يجيب أسرعَ من زمن كتابتي السؤال. أتذكَّر قبل أشهرٍ عندما كنت أطرح أسئلة المسابقة على المستمعين، أن بعضهم كان يجيب بسرعةٍ وبشكلٍ صحيحٍ، فشككت أنهم يقرؤون الإجابة! استغربت حينها، هل أسئلتي سهلةٌ لهذا الحد؟ ثم اكتشفت أنهم يستعينون بتطبيقات الذكاء الاصطناعي. إذًا ما الحل؟ لا أعرف إلى الآن ماذا سأفعل! لقد أجرم الذكاء الاصطناعي بحق برامج المسابقات، وساوى بين المتسابقين المطلعين وغير المطلعين. سجِّل عندك: برامج المسابقات الإذاعية من ضحايا الذكاء الاصطناعي.
برنارد شو: حينما تقسو عليك الحياة، احذر أن تصبح مثلها، وتقسو على مَن حولك.