|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2024-03-08
شاهدت مجموعة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وخرجت بنتيجة نهائية أن الزمن الذي نعرفه واعتدناه يعيش أيامه الأخيرة، لأن الزمن الجديد بدأ فعلًا، هذه المرة الأولى التي أستعين فيها بالذكاء الاصطناعي في عملي، وجدته موظفًا مثابرًا لا يتوقف عن العمل، كل ما عليك هو إعطاء الأوامر بصورة صحيحة لتحصل على ما تريد بدقة.
أتذكر كيف كنت أبحث عن مصادر لأستخرج أسئلة للمسابقات الإذاعية، أقرأ الصفحات بحثًا عن سؤال مناسب، لا يستغرق الأمر الآن أكثر من ثانيتين لأحصل على عشرة أسئلة دفعة واحدة وبالطريقة التي أريدها، وثانيتين إذا ما أردت عشرة أسئلة أخرى، لن أصدق لو قيل قبل عشرين عامًا بأنني سأحصل على هذا الترف بهذه السهولة.
نحن من الجيل المحظوظ الذي عاصر الورق والإنترنت والذكاء الاصطناعي معًا، أستطيع وبوضوح رؤية كنوز الذكاء الاصطناعي، أما ما هي سلبياته فيصعب معرفتها الآن، هذا السؤال تجيب عنه الأعوام.
مع الوقت أصبحت عندي المقدرة على معرفة صوت المتصل من أول حرف ينطقه، أعرفه وإن لم أسمع صوته من سنوات. هذه المقدرة سببها العمل في الإذاعة والتعامل الدائم مع الأصوات، سماعات الصوت التي أسمع فيها نقية، تظهر لي تفاصيل الصوت الذي تحفظه ذاكرتي.
قبل أيام سجلت إعلانًا لبرنامج المسابقات الأسبوعي في رمضان، سجلت الصوت وغادرت ليكمل المخرج إخراج الإعلان، قبل يومين وأنا أقدم برنامجي اليومي وأثناء الفاصل الإعلاني سمعت الإعلان، ومن المؤكد أنني أعرف صوتي، لكن هذه المرة سمعت تفصيلًا جديدًا فيه، تفصيل يضيفه الزمن، أيعقل أن الـ 30 عامًا مرت بهذه السرعة؟
بدأت أرى ملامح الصيف، وأنا مستعد لاستقباله، أحفظه جيدًا، أنا خبير الطقس الحار، مثل من يسكن في النرويج خبير الطقس الثلجي، استعداد صنعه موسم الشتاء ولياليه الباردة، تشبعت من الشتاء حتى أصبحت مستعدًا لاستقبال الصيف.
المواسم نعمة كبيرة، تخيلوا لو كان العام كله صيفًا، أو شتاءً! تخيلوا أننا بعد موسم الصيف نستقبل صيفًا آخر. أشبّه المواسم بالإنسان ومزاجه، أحيانًا تجده باردًا لا ردات فعل عنده مثل الشتاء، منطفئ مثل الخريف، وأحيانًا منطلقًا متفائلًا يشبه الربيع، المواسم تشبهنا، أو نحن من يشبهها.
أفونسو كروش: لا أستطيع أن أقول عن إنسان إنه طيب إلا إذا أتيحت له فرصة فعل الشر ولم يفعل.
يجب أن يكون لديك الخيارات لتعرف حقًا من أنت.