عاشور ينسف قناعات رونالدو.. ويختصر زمن فان بيرسي
لم ينتظر إمام عاشور، لاعب وسط فريق الأهلي الأول لكرة القدم، ليتأكد من صحة هدفه ضد الزمالك، فريقه السابق، خلال نهائي كأس مصر، الذي أسفر، مساء الجمعة في الرياض، عن فوز «الأحمر» 2ـ0 وتتويجه باللقب للمرة الـ 39 في تاريخه.
وبمجرد ولوجِ كرتِه شباك محمد عواد، الحارس الزملكاوي، خلع عاشور قميصه من شدة الفرح. ثم احتفل بجنون مع زملائه والجماهير، بعد بضع دقائق من المراجعة التحكيمية انتهت بالتأكيد على صحة الهدف وإلغاء الحكم البرازيلي أندرسون دارونكو قراره اعتبار اللاعب الدولي، صاحب الـ 26 عامًا، متسللًا.
مثّل اللاعبُ، الذي رقص أيضًا بعد إلغاء التسلل، فريقَ الزمالك، الغريم التقليدي للأهلي، ثلاثة أعوامٍ ونصف العام، ورحل بإرادته مطلع 2023 صوب فريق ميدتيلاند الدنماركي، في تجربة قصيرة دامت أقل من ستة أشهر، تبِعَها انتقالُه، على نحو صادم لجمهور «الأبيض»، إلى «القلعة الحمراء».
ويبدو رد فعل عاشور بعد هدفه، الذي فتح طريق التتويج بالكأس العريقة، مخالفًا لنهج عديدٍ من النجوم واللاعبين حول العالم، الذين يرفضون الاحتفال إذا أحرزوا أهدافًا أمام فرقهم السابقة. أحد هؤلاء النجم البرتغالي العالمي كريستيانو رونالدو، الذي سجّل لريال مدريد الإسباني ضد مانشستر يونايتد الإنجليزي، فريقه السابق، خلال دوري أبطال أوروبا 2013، ورفض التعبير عن فرحته مكتفيًا بالسير ببطء نحو منتصف الملعب. وفي تصريحٍ تليفزيوني، أرجع «الدون» تصرُّفه إلى امتنانه للأعوام الستة التي قضاها بقميص «اليونايتد»، مؤكدًا «أريد الفوز، لكن أحترم الجمهور هناك».
قبل تلك المباراة بأسابيع، تساءلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عبر أحد صحافييها «هل عدم الاحتفال أمام الفريق السابق هو أسوأ عادة في كرة القدم؟»، واصفةً ما يفعله بعض اللاعبين، من رفض التفاعل مع «أفضل لحظةٍ في اللعبة»، وهي إحراز الأهداف، بالأمر «الأكثر إزعاجًا» وبـ «العمل الزائف».
وعدّ الكاتب الصحافي جون درايتون، في المقالة، إحراز الأهداف الغاية الرئيسة لكرة القدم، مستغربًا ممن يرفضون الاحتفال بها. ويزداد الفعلُ غرابةً، من وجهة نظره، إذا كان اللاعب، الذي يتخلى عن «حقه في الاحتفال»، مطرودًا أصلًا من ناديه السابق.
في تلك الفترة، أقدم المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي على الانتقال، داخل الدوري الإنجليزي الممتاز، من أرسنال إلى مانشستر يونايتد.
وخلال أول ثلاث مواجهاتٍ، بقميص «اليونايتد»، ضد فريقه السابق، أحرز فان بيرسي هدفًا في كل مباراة، وأسهم في انتصارين.
بعد الهدف الأول، رفضَ الاحتفال، وكرر الأمر خلال المباراة التالية، لكن شيئًا ما تغيّر بعد الهدف الثالث. لقد احتفل مع زملائه، وهو ما علّق عليه موقع «ذا سكور» الإلكتروني الرياضي، في مقالٍ بعدها بأشهر، عنونَه بالسؤال «هل من قلة الاحترام أن تحتفل أمام ناديك السابق؟».
وحاول المقال، الذي كتبه الصحافي جيانلوكا نيسسي، تقديم تفسيرٍ للواقعة، وجاء فيه «ربما أدرك فان بيرسي أخيرًا مدى سخافة عدم إظهار أي مشاعر بعد التسجيل».
وعدّ جيانلوكا الربط بين رفض الاحتفال وكلمات مثل «الاحترام» عملًا مثيرًا للغثيان وسخيفًا، مشدّدًا «يجب أن يُسمَح للاعبين بالاحتفال بهذه اللحظات إذا جاءت».
ما طلبه الصحافيان درايتون وجيانلوكا من اللاعبين، قبل عقدٍ من الزمان، طبَّقه عاشور، سريعًا ودون إبداء تردّد، في أول لقاءٍ له بالشعار الأحمر ضد الزمالك، مخالفًا قناعات رونالدو ومختصرًا وقت فان بيرسي في تغيير أفكاره.