|


عمار بوقس
بداية النهاية
2024-03-10
الخطيئة الأولى حدثت في السماء عندما رفض إبليس السجود لآدم، وقال بكبرياءٍ وغرورٍ: «أنا خيرٌ منه». ولأنها الخطيئة الأولى في السماء، فقد كانت الخطيئة الأولى على الأرض عندما دفع الكبر قابيل إلى قتل أخيه هابيل، وعلى الرغم من أن هناك خطايا أعظم وأشنع إلا أننا عندما نتأمُّل خطيئةَ الكبر، نجدها المفتاح الرئيس لارتكاب بقية الخطايا.
عندما ترى نفسك فوق الكيان الذي تعمل فيه، وتشعر بأنك وصلت إلى مرحلة أنك أعظم من هذا الكيان، فاعلم أنها بداية النهاية أيًّا كانت إنجازاتك وسيرتك الذاتية، لأن مَن يرى نفسه فوق الكيان، لا يستحقُّ العمل فيه، ونظرته هذه دليلٌ على إفلاسه، وقد سمع مني أكثر من موظفٍ هذه العبارات في الجمعية الخيرية، التي أتشرَّف برئاسة مجلس إدارتها.
لست مهتمًّا بالسيرة الذاتية لمدرب النصر البرتغالي كاسترو، فمهما بلغت إنجازاته، لن يكون يومًا ما أكبر من نادي النصر وتاريخه العريق، فالنصر عرف البطولات قبل أن يولد هذا وأمثاله حتى يأتي ويتفضَّل على الكيان بأنه حقق بطولةً وديةً في بداية الموسم، وأن النصر لم يعرف البطولات إلا في عهده! وليته توقف عند هذا الحد، لكنه اختار أيضًا الصدام مع الإعلام والجماهير، كما ألقى باللائمة على اللاعبين والجدولة والحكام، وكأنه الرجل المقدَّس الذي لا يخطئ.
كنت أتمنى أن يقضي كاسترو في التمارين نصف الوقت الذي يقضيه في غرف المؤتمرات الصحافية، وهو يعاند الإعلام! مع أن لغة الأرقام تؤكد أنه يعاني من كارثةٍ حقيقيةٍ، يراها الجميع إلا كاسترو نفسه، وهي أن منظومته الدفاعية عبارةٌ عن ممرَّاتٍ سهلةٍ لفرق المؤخرة قبل منافسيه، فالنصر استقبل 44 هدفًا في مختلف البطولات، وهذا لا يليق بفريقٍ، يبحث عن منصات التتويج، وما زال المدرب يرى أنه أعظم من النصر!
وبما أننا نتحدَّث عن الكبر، فلا يمكننا أن نتجاهل سيد المتغطرسين «فرعون مصر» الذي قتل وعذَّب النساء والأطفال، وفعل الأفاعيل، لكن هذا كله لا يقارن بعبارةٍ، قالها وهزَّت الجبال الرواسي، ولو فطن لها كاسترو لأوردها في قاموسه في مؤتمراته الصحافية، حيث خاطب فرعون شعبه قائلًا: «أنا ربكم الأعلى».