|


طلال الحمود
الآمال الضائعة
2024-03-17
خاض الهلال خمس مباريات ضد الاتحاد خلال الموسم الجاري، وتمكن من الفوز فيها دون مقاومة تذكر باستثناء مباراة مرحلة الذهاب في الدوري السعودي، بعدما أظهر الفريق «الرهيب» استعدادًا تامًا لالتهام خصمه حتى لو امتدت المواجهات المباشرة إلى بطولة الكأس السوبر، ومن سوء حظ «النمور» أنهم يخوضون موسمًا كارثيًا وسط «كراكيب» إدارية وفنية لا يمكن الحديث معها عن مقارعة الهلال الذي ينعم بأفضل مواسمه على الإطلاق.
ما تعرض له الاتحاد كان يمكن أن يتعرض له النصر لو بلغ الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا، ومع هذا ما زال أمام «العالمي» ثلاث مواجهات مؤكدة ضد البلدوزر الهلالي صاحب الرقم القياسي العالمي في عدد الانتصارات المتوالية، وغالبًا سيسقط النصر في كل مرة قياسًا على تراجع أداء الفريق وعدم قدرته على الاحتفاظ بقوته حتى نهاية الموسم، خاصة مع تزايد عدد اللاعبين المصابين بدرجة توازي ما استقبلته عيادة نادي الاتحاد منذ بداية الموسم.
ولم يكن أكثر أنصار الاتحاد والنصر تشاؤمًا يتوقع لفريقه هذا الانهيار وعدم القدرة على مجاراة الهلال الذي بات يبتعد بفارق كبير من النقاط سيمنحه غالبًا بطولة الدوري دون عناء، والأرجح أن هذا التفوق المطلق سينتهي بتتويج ميتروفيتش ورفاقه ببقية بطولات الموسم المحلية والقارية، لاعتبار أن فرز القوى أظهر بوضوح أن الأندية السعودية ومعها الآسيوية لن تستطيع مجاراة الفريق الأزرق خلال الاستحقاقات المقبلة.
ولا يبدو الفارق الكبير بين الهلال وبقية الأندية في الدوري السعودي قابل للتقليص، لأن تفوقه في الملعب جاء نتيجة لتفوق المنظومة التي ترعاه إداريًا وفنيًا وقدرتها على الاستفادة من المتاح وغير المتاح لتكوين فريق يوازي التحول التاريخي في كرة القدم السعودية من عهد الهواية والاجتهادات إلى الاحترافية والتنظيم، ما يجعل الهلال مرشحًا لاكتساح منافسيه خلال المواسم المقبلة أيضًا، خاصة أن بقية الأندية ما زالت تأمل بالانتقال إلى القمة سريعًا عن طريق التعاقد مع أمهر اللاعبين في العالم، وهذا ما ثبت فشله في الأهلي تحديدًا بعد استحواذه على مجموعة ثمينة من المحترفين فشلت في منحه الأفضلية.