|


عبد العزيز الزامل
عن الفرص الضائعة.. «Masters of Air»
2024-03-20
انتهى مسلسل Masters of Air في موسم واحد، مقدم من منصة «آبل تي في+»، التي عملت في الفترة الماضية على عدد من المسلسلات الجميلة، التي تستحق المشاهدة من وجهة نظري، مثل Ted Lasso، الذي بدأ بداية مميزة جدًا، ثم أقل في موسميه الثاني والثالث، حتى فقدتُ اهتمامي فيه، ومثلًا مسلسل Black Bird المميز جدًا، والمكون من موسم واحد، والحاصل على تقييمات تقترب من الـ 100% في منصة الطماطم الفاسدة، ومثلًا مسلسل Severance، الذي يعد غريبًا ومثيرًا في الوقت نفسه، وصاحب ذوق مختلف وفريد لدى المشاهدين، أو مثلًا Defending Jacob الجميل في موسم واحد بقصة مثيرة حتى النهاية. ثم أخيرًا بالوصول إلى أحد أكثر الأعمال جودة بالنسبة لي على المنصة، وهو عمل Silo، الذي قدم موسمَ أول تاريخيًا، وبانتظار باقي مواسمه. حيث يعتبر أهم الأعمال المذكورة في هذا المقال بالنسبة لي.
بهذا الكم من الأمثلة، وباعتبار منصة آبل منصة جديدة في مجال صناعة المسلسلات والأفلام، أرغب بأن أقول ـ عملًا جيدًا ـ حيث أن الأغلبية ترتقي إلى أن تكون قابلة للمشاهدة، لو لم تكن بأغلبها ممتازة.
آخر مشاهداتي للمنصة هو مسلسل Masters of the Air، أو ما يعرف بالعربية بأسياد الجو، العمل المقدم من بطولة أوستن باتلر، كالوم تورنر وأنتوني بويل. هذا العمل تم إخراجه من أكثر من مخرج حيث عمل عليه كل من كاري فوكوناجا، ودي ريس، وآنا بودن، وتيم فان باتن، ولعل هذا الأمر هو السبب الفعلي لفشل هذا المسلسل بالنسبة لي، رغم تقييمه العالي في مواقع التقييم الأجنبية.
قصة المسلسل في قالبها الأساسي من المفترض أن تتحدث عن أحد عشر جنديًا داخل قاذفة تُعرف باسم «القلعة الطائرة»، حيث يقاتلون للنجاة بحياتهم ضد حشود من النازيين الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.
ورغم أن المسلسل أنفق ما تتجاوز قيمته 250 مليون دولار، لكنه رغم ذلك لم يظهر بالشكل الصحيح، وفقد أهم ركائز صناعة المسلسلات والأعمال الفنية، ألا وهو عامل «القصة».
في محال كثيرة من العمل لم أعرف من المقصود بأن يكون الشخصية الرئيسة، وفي مرات أخرى سألت نفسي كيف أترقب لحدث من المفترض أن يظهر ومع ذلك أجد «تمثيلًا صوتيًا» كرواية تروي لي أهم ما كنت أنتظره بالقصة.
العمل مشتت في الشخصيات الرئيسة، ولا أعرف في كثير من لحظاته ما هو المطلوب مني كمشاهد أن أفهم. فقد بعد حلقتيه الأولى والثانية عامل المؤثرات البصرية، وبعد الثالثة فقد كل شيء ليقدمه للمشاهدين. فأيما فرصة عظيمة كان من الممكن أن تكون.. ثم لم تكن.