|


قصة النهضة الطاجيكية.. عامان اختصرا رحلة 3 عقود

القاهرة ـ أحمد مختار 2024.03.20 | 05:45 pm

لعب منتخب طاجيكستان الأول لكرة القدم مباراته الأولى تاريخيًّا عام 1992 أمام أوزبكستان، بعد الانفصال بشكل رسمي عن الاتحاد السوفيتي، إلا أنه انضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1994، ليوجد في المركز الـ 155 عالميًّا وفق تصنيف «فيفا» بـ4 نقاط فقط في ذاك التاريخ.
وخلال 30 عامًا، لم يتطور المنتخب الطاجيكي بهذا الشكل إلا خلال آخر عامين فقط، بالتحديد منذ عام 2022 حين كان يحتل المركز الـ 114 في تصنيف «فيفا»، وبعدها بدأ يتحسن على جميع المستويات الفردية والجماعية، من خلال الاعتماد على مدربين أوروبيين، وتوسيع قاعدة اللاعبين الشبان، إضافة إلى الفوز بالبطولات للمرة الأولى، حتى وصل إلى المركز الـ 99 في آخر تصنيف رسمي ومعتمد.
وكانت الخطوة الأولى في تطوير الكرة الطاجيكية بعد تعيين الكرواتي بيتر سيرجت، يناير 2022، الذي أسهم في تقوية منتخب طاجيكستان وجعله ينافس بشكل أفضل على المستويات القارية والدولية، حتى وصوله التاريخي إلى نهائيات كأس آسيا 2023 للمرة الأولى في قطر.
وانتظر منتخب طاجيكستان أكثر من 18 عامًا حتى فاز بأول لقب في مسيرته، بعد تحقيق بطولة كأس ملك تايلاند عام 2022، حين انتصر أولًا على ترينداد 2ـ1 في نصف النهائي، قبل الفوز في المباراة النهائية على منتخب ماليزيا 3ـ0 بركلات الترجيح.
وأكمل الفريق الطاجيكي إنجازه ليحقق لقب كأس «مرديكا» عام 2023، حين فاز في المباراة النهائية على المستضيف ماليزيا بهدفين دون رد، ليحقق ثاني لقب في مسيرته ويؤكد تألقه، قبل مشاركته التاريخية في نهائيات كأس آسيا 2023، إذ حصد 4 نقاط من التعادل أمام الصين والفوز على لبنان، على الرغم من خسارته أمام قطر. وحقق المنتخب المفاجأة الأكبر على الإطلاق بالفوز على الإمارات في دور الـ16 بركلات الترجيح، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1ـ1، قبل أن يودع البطولة بالخسارة بصعوبة أمام الأردن.
ودخل منتخب طاجيكستان قائمة أفضل 100 فريق في العالم للمرة الأولى خلال آخر تصنيف للاتحاد الدولي، فبراير 2024، بعد أن احتل المركز الـ 99 عالميًّا في إنجاز يؤكد تطوّر الكرة الطاجيكية وتحسنها في الأعوام القليلة الماضية.
ولم يكتفِ الفريق الطاجيكي بهذا الرقم، إذ حضر أيضًا ضمن قائمة أفضل 8 منتخبات في كأس آسيا 2023، بعد تأهله إلى الدور ربع النهائي قبل خسارته بهدف دون رد أمام منتخب الأردن، وصيف بطل كأس آسيا.
وحتى بعد رحيل المدرب الكرواتي بيتر سيرجت، استعان الاتحاد الطاجيكي لكرة القدم بمساعده الجورجي جيلا شيكلادزي ليُكمل مسيرته، ليستمر الرهان على المدرسة الأجنبية في التدريب، ويواصل المدرب الجديد العمل طريقة سلفه نفسها، في الاهتمام بالتفاصيل وتطوير الشقين البدني والتكتيكي للاعبيه.
ولم يكن الجانب التدريبي هو السبب الوحيد في تطور الكرة الطاجيكية، حيث استفاد المنتخب أيضًا من احتراف بعض لاعبيه خارج طاجيكستان، مثل بارفيزدزهون أوماربايف، قائد المنتخب، الذي يلعب في صفوف سيسكا صوفيا البلغاري، والذي سجَّل 10 أهداف دولية في 51 مباراة مع منتخب بلاده.
ويضم منتخب طاجيكستان أيضًا أكثر من لاعب في الدوري الأوزبكي مثل سامييف وزوري زهوربايف وسافاروف، حيث ينشط هؤلاء باستمرار في المنافسات القارية الآسيوية وعلى رأسها دوري أبطال آسيا، إضافة إلى خانانوف، لاعب فريق بيرسبوليس الإيراني، والثلاثي أكنازوروف، كاريموف، وشوكروف الذين يحترفون في الدوري الجورجي، كما يوجد أكثر من لاعب في صفوف استقلال دوشنبه، الذي يشارك باستمرار في منافسات دوري أبطال آسيا.
ومن التدريب والاحتراف إلى الاهتمام بالناشئين، إذ تطوّر منتخب طاجيكستان تحت 23 عامًا خلال الأعوام الأخيرة، من خلال مشاركته في نهائيات كأس آسيا تحت 23 للمرة الثانية على التوالي، بعد تأهله إلى البطولة التي ستجرى في قطر، بحصوله على 4 نقاط في مجموعته وصعوده إلى البطولة رفقة منتخب أستراليا من المجموعة التاسعة.
هذا ويضم المنتخب الأول عددًا كبيرًا من اللاعبين الشبان مثل سامييف، خانانوف، ماباتشوف، سويروف، سافاروف، شوكروف، أخنازروف، كربونوف، كمالوف، خسنوف، وسافروف، إذ يوجد نحو 11 لاعبًا أعمارهم 23 عامًا فأقل، ما يؤكد الاهتمام الكبير بقاعدة الناشئين بالنسبة للاتحاد الطاجيكي.
ويواجه المنتخب الطاجيكي، الخميس، نظيره السعودي على ملعب الأول بارك في الرياض ضمن المجموعة السابعة من التصفيات المؤهلة إلى كأسَي العالم 2026، وآسيا 2027.