|


د.تركي العواد
سمعتك مصدر دخلك
2024-03-22
كرة القدم أكثر تعقيدًا مما نتوقع.. أبعد من هدف يسجل وركلة جزاء ضائعة، لم تعد كرة القدم لعبة على المستطيل الأخضر فقط، بل إن اللعب الحقيقي والتميز أصبح خارج الملعب من خلال التسويق للنادي والمحافظة على سمعته، وجعل دخله يرتفع حتى لو خسر البطولات وحقق نتائج محبطة.
صدر التقرير السنوي لشركة «Statista» المتخصصة في بيانات السوق والتسويق والمستهلكين، والذي رصد أعلى أندية كرة القدم دخلًا خلال عام 2023، وتصدر ريال مدريد القائمة كما يفعل منذ عشرات السنين وهذا ليس غريبًا، الغريب أن نادي مانشستر يونايتد حل في المرتبة الخامسة عالميًّا بدخل يقدر بـ «745» مليون يورو.
مان يونايتد مبتعد عن بطولة الدوري منذ عشر سنوات، وبعيد عن كأس أبطال أوروبا منذ 2008، ولكنه في العوائد يتغلب على ليفربول الذي حقق الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال قبل سنوات قليلة، والسبب الرئيس في قوة النادي المالية تكمن في عمله خارج الملعب بكفاءة واحترافية تفوق احترافيته داخل الملعب.
لست من عشاق اليونايتد، ولكني أحترم طريقة العمل التي وفرت للنادي استدامة مالية لا تتأثر بنتائج الفريق ولا ترتيبه في سلم الدوري.
في السعودية لدينا مشروع عظيم للاستثمار وتخصيص الأندية الرياضية وبإمكان الأندية أن تستثمر هذا المشروع للحصول على عوائد كبيرة.
الخطوة الأولى للتحول لعقلية التخصيص والاستثمار هي التحكم في الميزانية وتقليل الهدر المالي والإدارة المالية المنضبطة، فأكبر تحدٍ يواجه الأندية هو سوء الإدارة المالية.
تضاعفت مداخيل الأندية وتضاعفت معها مشاكلها المالية، والخبر الذي نشرته صحيفة «الرياضية» عن إيقاف ناديي الشباب والفتح عن التسجيل لثلاث فترات بسبب التزامات مالية يعكس حجم المشكلة.
أما الخطوة الثانية والمهمة والحاسمة في التسويق وتوقيع العقود وزيادة الجماهيرية فهي قيمة اسم النادي كماركة وبراند.
لا يمكن أن تلغي عقود اللاعبين من طرف واحد وتعتقد أن هذا يساعد في دعم اسم النادي وشهرته، لا يمكن أن تعترض على التحكيم واللجان وتعتقد أن هذا يزيد من جاذبية النادي.
نصيحة لكل الأندية، فكروا في سمعة النادي، فهي مصدر الدخل الأول.