|


د.تركي العواد
«التحكيم» و«يلا.. برا برا»
2024-03-29
استمتعت كثيرًا وأنا أشاهد مباراة البرازيل وإنجلترا، ثم البرازيل وإسبانيا، استمتعت بمعجزة «لامين يامال» وظاهرة «إندريك»، كرة قدم حقيقية، فن وإبداع بعيدًا عن الكلام النشاز، في عز المتعة انتابني قلق من عودة الدوري وعودة الصراخ والجدل وكلام خارج الملعب، ضجيج قاتل للمتعة.
ما يحدث اليوم مخيف ولا يُنبئ بخير، فصراع توثيق البطولات خرج في توقيت غير مناسب. والمبالغة في الغضب بسبب تأجيل مباراة أو إيقاف لاعب ملفت للنظر، فكل حدث مهما صغر يتحول إلى حياة وموت عند الأندية والجماهير.
اقتحام الجماهير للملعب في الدوري التركي بعد انتهاء مباراة طرابزون وفنربخشة تحذير لما يمكن أن يحدث عندما يتم شحن الجماهير.
الجو لدينا مشحون أكثر من اللازم.. وبحاجة لتحرك سريع.. بحاجة إلى مبادرة.. إلى انفراجة تُخفف التوتر وتُهدئ النفوس حتى لا ينفجر الوضع ونجد مباريات غاضبة ومنفعلة لا تعكس الوجه الحقيقي للكرة السعودية.
ما نحتاجه بأسرع وقت هو مبادرة لنبذ التعصب ودعم الروح الرياضية، لا أتحدث عن «لا للتعصب». أتحدث عن حملة تصل للشباب وتلامسهم، أتحدث عن حملة واسعة تنقذ الدوري وتعيد المنافسة للملعب.
نريد مبادرة لتقبل الخسارة وتقليل انفعال المهزوم.. مبادرة لجعل الفائز أكثر تواضعًا وأقل «طقطقة» وسخرية وتنمرًا على الخاسر.
اليوم نملك دوريًا رائعًا ونجومًا عالميين، ولكن نملك خطابًا إعلاميًا لا يرتقي لمستوى المرحلة، ولا يواكب التطور الذي نشهده.
لا نستطيع إقناع الإعلاميين والمؤثرين بأن طرحهم طارد للجماهير ومشوه للدوري، لكن يمكننا الحد من تأثير هذا الطرح من خلال تشجيع الأندية على التحلي بالروح الرياضية، ونشر التسامح بين اللاعبين، وتبادل القمصان، من خلال خروج سالم ورونالدو في إعلان.
رابطة دوري المحترفين يجب أن تتحرك وتحمي هذا المنتج المميز، لكي يُورق ويُزهر ولا يُترك الفراغ لأصوات لا يهمها إلا زيادة المتابعين حتى لو كان على حساب مشروع عظيم.
لا يكفي استقطاب أفضل اللاعبين والمدربين وأفضل العقول في الإدارة الرياضية، فالتحدي الأكبر في طريقة التفكير التي جعلتنا نضيع بين خطابين «التحكيم»، و«يلا برا برا».