|


محمد المسحل
ماذا تبقّى؟
2024-03-30
ندخل الليلة في أولى ليالي العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، ونحن نرجوا الله تعالى أن يكتبنا مع من شملهم في رحمته، وكتب لهم مغفرة ما تقدم من ذنب وما تأخر، ونسأله تعالى من خير ما سأله رسوله محمد ﷺ، ونستعيذ به من شر ما استعاذ منه حبيبه ورسوله محمد ﷺ. ندخلها راجين من الله أن يصلح أحوالنا جميعًا لما هو أفضل، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر، وأن يحفظ أهلنا ومقدساتنا وولاة أمرنا من شر كل ذي شر، وأن يكشف الضر والظلم عن أشقائنا في فلسطين وفي كل مكان.
وحريٌّ بنا نحن الرياضيين في هذه الأيام الفضيلة، أن نستذكر ونذكّر أنفسنا وكل من له علاقة في هذا الوسط النشط والساخن، أن التنافس الرياضي مهما كانت ظروفه وإرهاصاته، يجب ألا يأخذنا بعيدًا عن سبب وجود الرياضة أصلًا، وأن نحتسب الأجر في الدور الذي يقوم به كل منّا فيه، سواءً المسؤول أو اللاعب أو الإعلامي أو حتى المشجع، بحيث ألا يأخذنا الحماس خارج دائرة تقوى الله بأنفسنا وبشبابنا وبكل من يعمل لازدهار هذه الصناعة.
التزامنا نحن كمسلمين بالدرجة الأولى وكسعوديين، بتعاليم ديننا الحنيف، وتعليمات حكومتنا الرشيدة بأخلاقيات التعامل مع الآخر، وتذكر الهدف الأسمى من الرياضة، يحتم علينا أن نذكّر أبناءنا وبناتنا وأصحابنا الذين قد يسقطون في حفر التعصب المقيت، وننصحهم بعدم الخوض بالذمم والأعراض، وتبادل البغضاء والتنافر بسبب لون أو اسم نادٍ، غالبًا لا يعلم مسؤولوه ولاعبوه ومشجعوه شيئًا عن ذلك المتعصب، فيما لو سقط بمحاذير شرعية يأثم عليها، أو حتى محاذير قانونية يعاقب عليها.
عندما نسمع أو نقرأ أحيانًا بعض الأصوات المتعصبة، التي تعبّر عن بغضها بشكل حاد ومتطرف ضد مشجع أو مسؤول، تتساءل، وتقول: طالما أن مستوى البغض وصل إلى هذه المرحلة المتقدمة جدًا بين المتعصبين، ماذا تبقى لدينا من بغضاء تجاه أعداء ديننا ووطننا؟ فالله الله بأنفسنا وذممنا، ولنستغل هذه الليالي الفضيلة للتقرب من الله أولًا، ثم من إخوتنا وزملائنا، ولنرمِ الألوان خلف ظهورنا.