|


سعد المهدي
اللاعبون المذنبون الأبرياء
2024-03-30
على غير العادة هناك من يعزز فكرة الدفاع عن اللاعبين في كل الأحوال مهما كانت نسبة تحملهم مسؤولية "الخطأ"، وهو عكس "مرحلة" مضت حين كان اللاعب الحلقة الأضعف في أحداث وقضايا نشبت بين اللاعب والمدرب، أو رئيس النادي أو الحكم أو الإعلام أو حتى الجمهور.
التغير هذا هو نتيجة أن اللاعب لم يعد كما في السابق علاقته في حدود ناديه دون أن يكون له مساحة رأي، أو صوت كما أتاحت له كغيره "السوشال ميديا" وبرامج التلفزيون والـ "بودكاست"، وفرص ظهور علنية في منتديات وفعاليات متنوعة، حيث بنت بينه ومن يسعون لاصطياده وضمه وتجنيده "إعلاميًا" جسور تواصل وقنوات اتصال وحدتهما في السراء والضراء.
هذه الحال جعلت "اللاعب" بشكل مباشر وغير مباشر أحد أصواتهم التي تزعم أنها تدافع عن النادي حتى وهو مع المنتخب، أو في ظهوره في الإعلام بما يتيح أن يضمه "البعض" لقائمة الأسلحة التي يمكن الاستفادة منها وتوظيفها لصالح "قضاياهم" بالدفاع عنه غير المحدود بشروط أو ضوابط، "مثل" ما ظهر ذلك في قضية "مانشيني واللاعبون الستة" وغيرها من قضايا رأي عام أثارتها تصرفات غير أخلاقية لنجوم تجاه جمهور أو مسؤول لعبة أو شرائح مجتمع.
نعم اللاعب العنصر الأول في اللعبة وحمايته أو الدفاع عنه حق ما لم يكن يراد به باطل، وما يؤسف له أن حملات الدفاع عن اللاعبين أصبحت انتقائية ولها أسباب لا علاقة لها لا بمصلحته أو مصلحة اللعبة، وأكثر ما تكون بغرض تصفية حساب مع طرف آخر، ولو وفر "هؤلاء" ربع حماسهم وما يستخدمونه من وقت وجهد وأسلحة في الدفاع أو مسايرة "أخطاء وخطايا" بعض اللاعبين وصرفوه لدعم من يحتاجه ممن يستحقونه أو يحتاجونه من اللاعبين لكان لذلك أثره ونفعه، خلاف أن هذا هو الأصل في استخدام ركائز الآلة الإعلامية "الأخبار والنقد" بأمانة وصدق وموضوعية.
اللاعب الذي ينضوي تحت لواء مثل "هؤلاء"، لا يجب أن يأمنهم ولا يظن أبدًا أنه لن تتم "التضحية" به عند استنفاد أغراضهم، لذا عليه أن يستند أولًا على قيمته في الملعب وانضباطية داخله وخارجه ورفض أن يتم استخدامه "فزاعة" لتمرير التجاوزات، والأخطاء في حق المنافسين أو جهات التنظيم أو المنتخبات، وليتعظ مما وقع فيه غيره دون أن يجدوا من يمكن له أن يرد عنهم شيء.