|


أحمد الحامد⁩
عبد الله مدلول العنزي.. النجم الحقيقي
2024-03-31
الآن شعرت بقيمة السوشال ميديا كما لم أشعر من قبل، هذه المرة أظهرت لنا «بطلًا» لم نكن نعرفه لولا انتشار مقطع فيديو مدته عدة ثوان. عبد الله مدلول العنزي وهو يقود سيارته في الحارة الوسطى يتفاجأ بوجود طفل صغير في الشارع، الطفل يمشي في الحارة الثالثة بينما سيارة قادمة باتجاه الطفل. في ثانية واحدة كان على عبد الله أن يفكر ويتصرف، أن يتخذ القرار الذي سيتعايش مع نتائجه طوال حياته.
هنا.. في هذه اللحظة تظهر حقيقة الإنسان من حسن تصرف ومن شجاعة، من مزايا طيبة وكريمة، لحظة «اختبار» دون سابق إنذار، تضعك الحياة في موقف لا يتكرر لتقول لك: الآن عليك أن تتصرف، أن تكشف عن حقيقتك، وليس لديك من الوقت إلا لحظة واحدة ! في مقطع الفيديو تظهر حقيقة عبد الله، يقرأ المشهد، يفكر ويقرر، يدفع جانب سيارته الأيسر داخل الحارة الثالثة، يدفعها وكأنه خبير في تصادم السيارات، بحيث يتغير مسار السيارة القادمة بعيدًا عن الطفل دون أن يسبب ذلك حادثًا خطيرًا لسائق السيارة القادم. وهذا ما حدث تمامًا، كأنه مشهد سينمائي يحبس الأنفاس، الفارق أن المشهد في السينما غير حقيقي، كما يحتاج إلى خبراء في قيادة السيارات وتدريبات وإجراءات سلامة وتكرار لتصوير المشهد عدة مرات، ومن دون وجود طفل حقيقي.
كل ذلك فعله عبد الله على أرض الواقع في لحظة ! خرج الجميع سالمًا والحمد لله، عاد الطفل إلى عائلته، ولم يصب سائق السيارة ولا عبد الله بأذى جسدي. لكن مقطع الفيديو ينتشر عالميًا بسرعة، ويتحول عبد الله دون تخطيط منه إلى بطل حقيقي، من نوعية الأبطال الملهمين النادرين.
بطولة عبد الله ستبقى في ذاكرتنا طويلًا، سيعيش نجمًا في مخيلتنا، ولا تقل نجوميته عن كل الأبطال في الحياة الذين نقرأ ونسمع عنهم، وإن كان هناك دور مهم تفعله السوشال ميديا فهو إظهار مثل عبد الله وأمثاله، لأنهم يستحقون النجومية الحقيقية، النجومية التي تمنحها لك إنسانيتك وشجاعتك وكرمك ونبلك.
سأبقى شخصيًا ممتنًا لعبد الله مدلول العنزي لأنه أسعدني كثيرًا بعد مشاهدتي لبطولته، ولأنه ألهمني مثلما ألهم الملايين مثلي. عبد الله مدلول العنزي.. أنت النجم الحقيقي.
صموئيل بتلر: واحدة من المهارات الرئيسية في الحياة أن تعرف ما يجب إهماله.