|


أحمد الحامد⁩
إنجليزي ده يا مرسي؟
2024-04-08
في البرامج لم أعد أستمع أو أشاهد أي ضيف عربي يستخدم الكلمات الإنجليزية في حديثه، بمجرد استماعي لكلماته الإنجليزية أقول إن هذا الشخص لا يناسبني، لذا أقوم بالتوقف عن المشاهدة، وفي بعض الأحيان أتمتم ببعض الكلمات مثل: خف علينا يا الخواجة!
عندي اعتقاد بأن من يستخدم الإنجليزية في كلامه العربي لديه مشكلة أو أكثر من مشكلة، لأنه يريد الاستعراض بتحدثه للإنجليزية، معتقدًا أنه سيعطي المشاهد تصورًا بأنه فاهم وخبير، ولا أعتقد أن المتحدث المستعرض بإمكانه إعطاءنا أي فائدة، لأننا لا نفهم الكلمات الإنجليزية وبالتالي ضاع المعنى للكلام وراحت الفائدة، ولو سلمنا أنه لا يتقصد الاستعراض فهو يعاني من نقص في لغته العربية للدرجة التي لا يعرف الكلمات العربية التي تقابل الكلمات الإنجليزية لكي يستخدمها، ومثل هذا لا يصلح أن يتحدث للجمهور العربي طالما أنه يخلط بين لغتين لجمهور يتحدث لغة واحدة.
من تجربة حياة طويلة عشتها في بريطانيا أستطيع القول إن الشعوب تُعجب بالشعوب التي تحب وتعتز بثقافتها وتراثها، ولا تعجب بالشعوب التي تقلد غيرها، لأن التقليد يبقى تقليدًا، وتظهر فيه عيوب كثيرة ومضحكة في بعض الأحيان، وسبق وتعرفت على العديد من الإنجليز الذين سحرهم تراثنا العربي من لغة وأدب وعمارة وملابس، وبعضهم قالوا إنهم يجدون المتعة والراحة والأمان في زياراتهم للدول الخليجية وبعض الدول العربية، وتمنوا لو أنهم يستطيعون الإقامة فيها، هم أحبونا كما نحن، لا كما قلدناهم، يحبون صحراءنا وصقورنا وجِمالنا وخيولنا، يحبون خطنا العربي وتنوع طعامنا وبهاراته، يحبون الكثير من عاداتنا الترابطية والإنسانية. زج الكلمات الإنجليزية أثناء التحدث بالعربية ضعف، ولا يشير أبدًا إلى أن المتحدث واسع الاطلاع وخبير في مجاله، كما أن الذين يمزجون الإنجليزية بالعربية لا يفعلون شيئًا يستحق الإعجاب، فالإنجليزية لغة تخص شعوبها ونستخدمها للتحدث مع الأجانب لا مع العرب. بالمناسبة.. معظم الذين يمزجون الإنجليزية بالعربية لا يجيدون الإنجليزية مثلما يجيدها أهلها، هم يقلدونهم لا أكثر.
ـ تويلا ثارب: الفن هو الطريقة الوحيدة للهروب دون مغادرة المنزل.