|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2024-04-12
ـ قبل حوالي 10 سنوات أقيمت في دبي مباراة بين ريال مدريد ويوفنتوس على ما أذكر. كان كريستيانو رونالدو نجم ريال، ومع اعتيادي مشاهدة المباريات على الشاشة، إلا أن أبنائي طالبوا بحضور المباراة لمشاهدة أسطورتهم الكروية. رضخت لطلبهم وتوجهنا إلى الملعب، كان ممتلئًا بشكل لم أشاهده يومًا في ملعب كرة قدم. حتى أننا وجدنا أنفسنا نجلس على الأرض في ممر من الممرات بين الكراسي. عندما نزل كريستيانو أرضية الملعب ضجت الجماهير وهتفت وغنت ورقصت، كان استلامه للكرة يثير الجمهور، مع أن غيره كانوا يراوغون متجاوزين اللاعبين لكنهم لم يحصلوا على تفاعل واحد. قبل أيام كنت في دبي، وجاءتني فكرة حضور مباراة الهلال والنصر في السوبر السعودي في أبو ظبي، كنت وحيدًا ولم يكن عندي أي ارتباط ذاك المساء، بعد ساعة وعدة دقائق وجدت نفسي عند بوابة الملعب، كانت المباراة قد انطلقت قبل 15 دقيقة. عندما قلت للموظف على البوابة أريد تذكرة دخول قال: هل تقصد المباراة التالية؟ أجبته لا، أريد حضور مباراة الهلال والنصر. هز رأسه مبتسمًا وقال: لا توجد أي تذاكر.. لا يوجد مقعد واحد فارغ. عدت وأنا أتأمل جماهيرية كريستيانو، كيف استطاع المحافظة عليها طوال السنين، كيف حوّل اسمه إلى ضمانة على امتلاء الملعب الذي يلعب فيه. صفقة التعاقد مع كريستيانو رونالدو تتجاوز فكرة انتقال نجم عالمي إلى فريق سعودي، النصر مع حبي الفعلي له، إلا أن ما حققه من سمعة وانتشار عالمي مع كريستيانو يعتبر نقطة تحول في تاريخه، كان تسويقًا عالميًّا للدوري السعودي بشكل مذهل، وآمل أن نتعامل مع كريستيانو بهذه الفكرة بعيدًا عن الفوز في المباريات أو خسارتها.
ـ لست هنا لأبين أهمية القراءة للإنسان، هناك من كتبوا عنها بشكل أفضل مما لو كنت سأكتب، ولست هنا لأبيّن أثر الأفلام السينمائية في إيصال الرسائل الإنسانية والملهمة، أو حتى تلك التي تعطيك الدروس والعبر بحبكة غير مباشرة. الفنون بكل أشكالها جَمَال فتّان، لكني ومنذ فترة أتساءل عن قيمة الكثير من هذه الفنون إن لم تكن توصلنا إلى دورنا الحقيقي في الحياة، وإلى الأعمال التي يتطلب منا تحقيقها في حياتنا، أن نجعل الحياة أفضل بالعطاء لا بالأخذ، وأن ننشر بتصرفاتنا التسامح والتواضع، أصبحت أميل إلى أن أجمل الفنون تلك التي إما أن تثبتك على الطريق الصحيح، أو تلك التي تعيدك إليه.
* مسفر الدوسري:
يمر الوقت من بعدك
على عكاز
وصارت بعدك أوراقي
في صفّ الحزن تنحاز.