خطف المغربي سفيان رحيمي، لاعب فريق العين الأول لكرة القدم، الأضواء في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، الأربعاء، بعد تسجيله ثلاثة أهداف «هاتريك» في شباك خصمه الهلال، وقيادته البنفسجي للفوز «4ـ2».
وأصبح اللاعب الهدَّاف الأول لدوري أبطال آسيا الموسم الجاري بإحرازه 11 هدفًا، مع تألقه الواضح في مختلف المباريات الكبيرة، خاصةً في الأدوار الإقصائية، أمام النصر في ربع النهائي، والهلال في ذهاب نصف النهائي.
وينحدر سفيان من أسرةٍ رياضيةٍ بالكامل، فوالده محمد رحيمي كان حارسًا لمرمى فريق الرجاء الرياضي المغربي في الفئات السنية قبل أن يعتزل كرة القدم مبكرًا بسبب حادث سيرٍ مؤلم، منعه من مواصلة مشواره الاحترافي في الملاعب.
ولم يبتعد رحيمي الأب عن الرجاء، فريقه المفضَّل منذ الصغر، حيث عمل داخل النادي في أحد المناصب الإدارية بالإشراف على ملعب الرجاء ومعدات تدريب الفريق واللاعبين، ليظلَّ على ارتباطٍ وثيق الصلة بناديه، وينقل هذا الحب إلى أولاده الصغار، في مقدمتهم سفيان، الطفل الصغير الذي صار يافعًا فيما بعد، وأصبح أحد نجوم الرجاء والكرة المغربية حتى احترافه وتألقه في ملاعب آسيا برفقة فريق العين الإماراتي.
ويرتبط سفيان كثيرًا بأخويه أمين وحسين، الأول الذي عمل مثل والده في المناصب الإدارية بنادي الرجاء، فيما انطلق الثاني مثل شقيقه سفيان لاعبًا في صفوف فريق الرجاء في الفئات السنية، ثم الفريق الأول أخيرًا، ليؤكد الثلاثي أنهم من عائلةٍ كرويةٍ ورثت حب الرجاء، وقرَّرت احتراف مهنة كرة القدم داخل الملاعب المغربية والعربية.
وبدأ رحيمي مسيرته الكروية في مدرسة المواهب الصغيرة بنادي الرجاء، وظهر خلال مباريات الفريق الأول ضمن حاملي الكرات خارج الملعب قبل أن يتم تصعيده إليه رسميًّا عام 2017، ثم يعار لمدة موسمٍ إلى فريق النجم البيضاوي بسبب عدم حصوله على فرصةٍ حقيقيةٍ.
وتألق اللاعب في صفوف النجم، وسجل له 17 هدفًا في 28 مباراةً، ما أجبر إدارة الرجاء على الاستعانة بخدماته من جديد من أجل تمثيل الفريق الأول بشكلٍ رسمي عام 2018، فشارك معه بعد غيابٍ طويلٍ.
ويدين سفيان بالكثير للإسباني خوان كارلوس جاريدو، مدرب فريق الرجاء موسم 2018ـ2019، فالرجل آمن بموهبته، واستدعاه سريعًا لتمثيل الفريق في البطولات القارية والمحلية، داخل المغرب وخارجها.
وتألق رحيمي منذ اليوم الأول مع الرجاء، وكان أحد أسباب تتويجه بكأس الكونفدرالية الإفريقية عام 2018، حيث قاده للفوز ذهابًا على فيتا كلوب الكونغولي 3ـ0 بتسجيله هدفين، وحصوله على جائزة رجل النهائي، لينجح فريقه في حصد اللقب على الرغم من خسارته في الإياب 1ـ3، إذ تفوق 4ـ3 في مجموع المباراتين.
ولم يتوقف تألق سفيان عند هذا الحد، حيث قاد الرجاء للفوز بدوري المحترفين المغربي عام 2020، مسجلًا له عشرة أهدافٍ، كما حصل على لقب أفضل لاعبٍ في البطولة الوطنية المغربية مرتين متتاليتين عامَي 2020 و2021.
وجاء عام 2020 بمنزلة نقطة انطلاقٍ للاعب عربيًّا بعد أن قاد الرجاء لحصد لقب بطولة كأس محمد السادس للأندية الأبطال «البطولة العربية» بالفوز في النهائي على الاتحاد السعودي 4ـ3 بركلات الترجيح، بعد التعادل الإيجابي 4ـ4، وسجل سفيان هدفًا، إضافةً إلى ركلة ترجيحٍ.
وعاد رحيمي للتألق قاريًّا مع فريقه حين قاده للتتويج بكأس الكونفدرالية الإفريقية مرةً أخرى عام 2021 عقب الفوز في المباراة النهائية على شبيبة القبائل الجزائري 2ـ1، مسجلًا هدفًا واحدًا، كما حصل على جائزة رجل المباراة النهائية، واختتم مشواره مع ناديه بهذا اللقب حيث انتقل بعدها إلى صفوف العين الإماراتي.
وتعاقد العين مع رحيمي بشكلٍ رسمي عام 2021 لمدة أربعة أعوامٍ مقابل 2.7 مليون يورو، ليتألق في صفوفه سريعًا، ويقوده للفوز بدوري المحترفين الإماراتي عام 2022، وكأس رابطة المحترفين في العام ذاته.
ولعب سفيان 100 مباراة بقميص العين في مختلف البطولات منذ 2021، وتمكَّن من تسجيل 43 هدفًا، وصناعة 36، إضافةً إلى حصوله على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإماراتي من رابطة المشجعين مرتين عامَي 2022 و2023.
وخلال موسم 2023ـ2024، قدَّم المغربي نفسه بوصفه أفضل لاعبي العين في جميع المسابقات، خاصةً دوري أبطال آسيا، الذي انفرد أخيرًا بصدارة الهدافين فيه بـ 11 هدفًا بعد تسجيله ثلاثة أهداف في شباك الهلال، مع صناعته ثلاثة أهدافٍ في النسخة الجارية.
وعلى المستوى الدولي، حقق رحيمي لقب كأس إفريقيا للاعبين المحليين مع منتخب بلاده المغرب عام 2020، وتوِّج حينها بجائزة هداف البطولة بإحرازه خمسة أهداف، ليؤكد حضوره اللافت في مختلف البطولات المحلية والقارية، سواءً بالتسجيل، أو صناعة الأهداف مع الفرق التي مثلها ومنتخب بلاده. كذلك شارك اللاعب في 18 مباراة دوليةً بقميص «أسود الأطلس» منذ عام 2020، وسجل له ستة أهداف، وصنع هدفًا واحدًا.
هذا، ويبلغ سفيان رحيمي من العمر 27 عامًا، ويرتبط بعقدٍ رسمي مع نادي العين حتى يونيو 2025، ووصلت قيمته السوقية إلى ستة ملايين يورو العام الجاري، بحسب موقع «ترانسفير ماركت» العالمي.