|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2024-04-19
* في برنامج المسابقات الذي قدَّمته خلال رمضان، كانت هناك أخطاءٌ في أجوبة الأسئلة، ومع أنها قليلةٌ، ولم تؤثر في البرنامج، لكنها فتحت أمامي بابَ التفكير في المعلومات التي نأخذها من الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، أكبر معمِّرٍ على قيد الحياة، يبلغ من العمر 111 عامًا، حسب أحد أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بينما هناك أكثر من معمِّرٍ، تجاوز الـ 111، منهم شخصٌ من بيرو، يبلغ 124 عامًا، حسب أوراقه الثبوتية.
الذكاء الاصطناعي استند إلى موسوعة جينيس، والموسوعة غالبًا تسجِّل الأرقام بعد دعوة صاحب الرقم القياسي لوفدها، وتكون مهمتهم التأكد من تحقيقه هذا الرقم، وفي الموسوعة أرقامٌ قياسيةٌ حقيقيةٌ، لكنَّ بعضها ليس دقيقًا في مجالاتٍ مختلفةٍ، فهناك عديدٌ من المزارعين، على سبيل المثال، لا يدعون الموسوعة لتسجيل الأرقام القياسية لحجم منتجاتهم، بل إن أغلبهم لا يعرف أن هناك موسوعةً للأرقام القياسية!
* المغني «كزبرة» تم تكريمه من إحدى الجامعات الأجنبية في مصر! أنا لست ضد تكريمه «بالعافية عليه»، لكنْ هناك مَن يجب تكريمه من قِبل الجامعة قبل «كزبرة»، وأقصد الذين يقدِّمون فنًّا راقيًا، وهم كثرٌ في مصر. أعتقد أن رأيي لا تأثير له في ظل الصخب الجارف، لكني أتمنى ألَّا تقاس الشهرة بحجم الضجيج والانتشار. نحن نعلم أن الانتشار الأكبر لا يعني بالضرورة أنه الأفضل، فمحمد رمضان، مثلًا، فنانٌ جيدٌ، وممَّن يحترفون الغناء أيضًا، وحفلاته تحقق حضورًا جماهيريًّا كبيرًا، لكننا نعلم جيدًا أنه لا يملك صوتًا، يستحقُّ عليه صفة المغني. ما أسهل شهرة اليوم، إذ لا تشترط وجود القيمة العالية، والأمر الذي نشكر الـ «سوشال ميديا» عليه، أنها قدَّمت لنا مشاهير حقيقيين، لكننا أمام ذلك، استقبلنا كذلك مشاهير غير حقيقيين.
* أحبُّ مشاهدة مباريات كرة القدم، لكني لا أحبُّ ما يحدث في الـ «سوشال ميديا» من استهزاءٍ بالفريق الخاسر أيًّا كان! من حق جمهور الفريق الفائز أن يحتفل، ولا بأس بالقليل اللطيف من المداعبات مع الخاسر، على أن تكون مداعباتٍ وديةً، لأنها إذا تحوَّلت إلى استهزاءٍ، وانتقاصٍ، فإنها تخرج من مفهومها الرياضي الذي أساسه الروح الرياضية، واحترام المنافسين. كرة القدم لعبةٌ فنيةٌ، وتعليقات الجمهور يجب أن تبقى في حدود هذا الفن.