هدف الشبح يسيطر.. ولابورتا يطالب بإعادة الكلاسيكو
أثار الأداء التحكيمي لسوتو جرادو، الذي قاد الكلاسيكو الأشهر في العالم بين فريق ريال مدريد الإسباني الأول لكرة القدم وغريمه برشلونة، الأحد، لحساب الجولة الـ 32 من الدوري، ردود أفعال كبيرة حول العالم، خاصة عدم احتسابه هدفًا للأمين جمال جناح برشلونة، والذي وصفته العديد من وسائل الإعلام بالهدف «الشبح»، حيث ثارث شكوك حول تجاوز الكرة خط المرمى بكامل محيطها.
وخسر برشلونة مواجهته أمام الريال 2ـ3، ليتسع الفارق بين الفريقين إلى 11 نقطة، ما يعني أن تتويج «الملكي» باللقب الـ 36 يحتاج فقط إلى 7 نقاط من 18 نقطة متبقية، وهو ما دفع خوان لابورتا، رئيس النادي الكاتالوني، في تصريحات صحافية الإثنين إلى أنه قد يطلب إعادة المباراة كاملة، إذا تم التأكد من صحة هدف الأمين جمال في الدقيقة 28، موضحًا أن النادي سيطلب جميع اللقطات والتسجيلات الصوتية للحالة من الاتحاد الإسباني للعبة.
وأضاف: «إذا تأكد النادي من حدوث خطأ في مراجعة الحالة، سنتخذ كل الإجراءات المتاحة لنعكس الوضع، دون استبعاد أي إجراء قانوني ضروري، ولن نستبعد طلب إعادة المباراة، مثلما حدث في مباراة أخرى في أوروبا بسبب تقنية حكم الفيديو المساعد».
الصحافة الإسبانية من جانبها انقسمت حول قرار الحكم، وغيره من قرارات وصفت أيضًا بالجدلية، فـ «ماركا» و«أس» المدريدتين، لم تميلا في تحليلاتهما لاعتبار اللعبة هدفًا بدليل أن كل الإعادات التلفزيونية تؤكد ذلك. وركزت الصفحتان الأوليان على إبراز فرحة لاعبي الريال بالانتصار، وكان عنوانهما الرئيسي «البطل الافتراضي» على خلفية صورة جود بلينجهام صاحب الهدف الثالث في الوقت المحتسب بدل الضائع.
أما «سبورت» و«موندو ديبرتيفو» الكاتالونيتان فاتهمتا الحكم بالتحيز لصالح مدريد وسردت ماضيه «الأسود»، على حد وصفهما، مع برشلونة، مشيرتين إلى أن نسبة فوز برشلونة في المباريات العشر التي أدارها له الحكم كانت 20 في المئة.. إذ فاز فقط في اثنتين وخسر 5 وتعادل في 3، وشهدت كل تلك المواجهات أخطاء كارثية.
وكتبت «سبورت» على صدر صفحتها الأولى: «هدف شبح وانتهى كل شيء»، فيما عنونت «موندو ديبرتيفو» على لقطات من عدة زوايا للعبة التي أثارت الجدل «كان هدفًا».
من جانبه، نشر الاتحاد الإسباني لكرة القدم، في إطار الشفافية، عن الحوار الذي دار بين الحكم وطاقم غرفة الـ VAR حول اللعبة حيث طلب جرادو مراجعة اللقطة بدقة وهدوء، لأن المسألة مهمة للغاية، فيأتيه الرد بأن اللعبة غير واضحة من كل الزوايا فجسد الحارس يغطي الكرة، فيطلب منهم مرة أخرى عدم العجلة، لكن جاء الرد مرة أخرى على لسان سانشيز مارتينيز: «ليس لدينا أي دليل على أن الكرة دخلت المرمى، إنها ركلة ركنية».
صحيفة «سفيرا سبورت» من جانبها كتبت في صفحتها الأولى: «برشلونة يطفو ومدريد يلسع» وأشارت إلى أن الكرة دخلت المرمى في مباراة كلاسيكو سيطر عليها الجدل وتوج فيها ريال مدريد بلقب الليجا.
خارج إسبانيا استمر الجدل حول صحة الهدف من عدمه فصحيفة «ديلي ميل» الإنجليزية تطرقت لما أشارت إليه قناة «بي إن سبورت» والتي نشرت مقطع فيديو يؤكد عدم عبور الكرة خط المرمى بكامل محيطها، مشيرة إلى أن وجود زاويتين فقط للإعادة التلفزيونية لم تسمح لطاقم الـ VAR بالتأكد من صحة الهدف.
لكن الصحيفة نفسها عرضت صورًا أخرى من مصادر عدة منها موقع Reddit تؤكد صحته. ونقلت عن صحيفة «إل لارجويرو» الإسبانية أن خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الأسباني لا يريد دفع تكاليف تكنولوجيا خط المرمى «عين الصقر» والبالغة 2.6 مليون جنيه إسترليني.
من جانبه، رد تيباس على الانتقادات بعدم استخدام «عين الصقر» قائلًا في منشور على حسابه في منصة «إكس» الإثنين أن تلك التكنولوجيا ترتكب أيضًا أخطاء واستدل بالهدف الذي وصفه بالوهمي وسيئ السمعة في مباراة شيفيلد يونايتد وأستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2020.
موقع «90 مينيتس» الرياضي رأى أن المعضلة الرئيسية في مثل تلك الحالات الجدلية عدم امتلاك الدوري الإسباني تقنية مراقبة خط المرمى، مما يعني أن فريق التحكيم يجب أن يعتمد على أعينهم وزوايا الكاميرات المتاحة لاتخاذ القرارات اللازم.
وأضاف: «أظهرت الصور من قنوات بي إن سبورت وكانال بلس وريليفو كرة جمال لم تعبر بكامل محيطها. مشيرة إلى أنه ليس هناك من ينكر أنه بدون التكنولوجيا، بدا الأمر كما لو أن الكرة تجاوزت بالفعل خط المرمى، ولكن كل ما يمكن للحكام فعله هو الاعتماد على الـ VAR والذي لا يتضمن زوايا الكاميرات المطلوبة لاتخاذ قرار نهائي بشأن صحة الأهداف من عدمها».
ونقل موقع «جيفمي سيورت» عن ستيف ماكمانامان الدولي الإنجليزي السابق ونجم ليفربول وريال مدريد تعليقه على الجدل الدائر حول كرة جمال قائلا: «الدوري الإسباني هو أحد أكبر الدوريات في العالم، والكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة هو الأكثر مشاهدة.. الكل في أوروبا، والشرق الأقصى، وأمريكا، وكل من يشاهد المباراة يريد أن يعرف، هل تجاوزت الكرة خط المرمى، نعم أم لا.. لكن لسوء الحظ هناك فقط أسئلة يجب طرحها ومن المؤسف أن لا نجد لها إجابة».