في جزيرة ذراما اليونانية، الغنية بالمياه والآثار الإغريقية والرومانية، ولد الحكم اليوناني أناستاسيوس سيديروبولوس، في أغسطس من العام 1979، وظل يحلم خلال طفولته بأن يصبح لاعبًا شهيرًا يحقق المنجزات مع منتخب بلاده، قبل أن يتعرض إلى إصابة قوية في مراهقته، جعلته يتفرغ لدراسته، ويودع حلمه باحتراف الكرة.
التحق الشاب اليوناني بأكاديمية الشرطة، وتخرج منها، ليصبح شرطيًا، ما جعله يفكر مرة أخرى بإحياء حلمه القديم في العودة إلى ميدان كرة القدم، لكن هذه المرة حكمًا وليس لاعبًا.
مع مطلع القرن الجديد، بدأ الشرطي بممارسة هوايته الجديدة في مجال التحكيم من خلال إدارة مواجهات الدوري المحلي والكأس في بلاده، قبل أن يتلقى الشارة الدولية عام 2011، بينما التحق بقائمة «حكام النخبة» الأوروبية، 22 يوليو 2015.
الشرطي، الذي أعتاد توقيع العقوبات ومطاردة الخارجين عن القانون، وجد نفسه ضمن قائمة أهم الحكام في القارة العجوز، وباتت صافرته مطلوبة لإدارة مختلف المواجهات بالعالم، وتنقل خلال مسيرته الطويلة ما بين مختلف القارات.
يعرف سيديروبولوس الملاعب السعودية جيدًا، ويعد من أكثر الحكام الذين سبق وأداروا المواجهات في دوري روشن السعودي.
وأسندت لجنة الحكام في الاتحاد السعودي مهمة إدارة مواجهة فريق الهلال الأول لكرة القدم والفتح، الجمعة، على ملعب «المملكة أرينا» ضمن الجولة الـ 29، إلى الحكم اليوناني، الذي كان شاهدًا على أول خسارة تلقاها الأزرق في الدوري الموسم الماضي أمام 1ـ2 على ملعب مدينة الأمير فيصل بن فهد في الرياض.
وأدار سيديروبولوس، صاحب الـ 42 عامًا، 19 مواجهة في الدوري السعودي، وكانت الأولى بين الفتح والوحدة موسم 2018ـ2019، وانتهت بالتعادل السلبي.
بينما كانت آخر مواجهة أدارها تلك التي جمعت الاتحاد بنظيره النصر في جدة الموسم الجاري، وكسبها النصر 5ـ2.
وسبق للهلال الانتصار على الاتفاق 4ـ1 خلال مواجهة أدارها اليوناني، بينما لم يعرف الفتح طعم الانتصار خلال المواجهات، التي كانت بصافرة اليوناني سيديروبولوس، وتعادل في الأولى أمام الوحدة سلبًا، وخسر الثانية بنتيجة ثقيلة قوامها 2ـ6 أمام الاتحاد.