|


حاتم خيمي
الحب وطبخ أمي
2024-05-09
نعم الإنسان بحاجة إلى مقومات للنجاح في أي مجال أو في أي عمل يقوم به، حتى لو كان أمرًا بسيطًا، فمهارات الإنسان وعلمه وخبراته وأيضًا تربيته عوامل لها الأثر البالغ في نجاح الإنسان من عدمه، ولكن كل ذلك وبالرغم من أهميته إلا أن هناك أمرًا هامًا ستتلاشى بدونه كل تلك العوامل وهو «الحب» وأعني هنا حب ما تقوم به، فتأثير الحب تأثير عجيب، فالعمل المقدم بحب يشعر به كل من ارتبط بذلك العمل سبحان الله، وكأنه سحر نستطيع أن نطلق عليه السحر الحلال.
لو أحضرنا شيف «طباخ» شهير مشهود له بالكفاءة ليقوم بطبخ نفس الأكلة التي ستقوم الأم بطبخها لأسرتها، وأعطيناه نفس المكونات بلا زيادة أو نقصان فماذا ستكون النتيجة؟.
بالتأكيد ستكون طبخة الشيف ناجحة ولكن طبخة الأم ستكون ألَذ وأطعم وبكثير بسبب «الحب»، فالأم تطبخ لأسرتها بحب بينما الشيف يقوم بعمله كوظيفة وهنا الفرق!. للأسف هناك الكثيرون الذين يؤدون أعمالهم التي يتقاضون عليها أجرًا بدون حب، وحتى الأشياء البسيطة العائلية يؤدونها وكأنهم مجبرون عليها، فتراهم يفشلون في الجانبين، وأقصد هنا من يملكون في الأصل المهارات اللازمة وينقصهم فقط حب العمل. أما غير الفاهمين في العمل ولا يملكون المهارات فهؤلاء فاشلون قبل أن يبدؤوا. مهما كانت الوظيفة فلا بد أن نعطيها حقها من الحب خاصة أصحاب المناصب في مختلف المجالات الذين يحصلون على مكانة كبيرة في المجتمع، علاوة على العائد المادي الكبير، فهؤلاء لعملهم وقيادتهم تأثير كبير على راحة الناس وتسهيل حياتهم. لو ذهبنا للعاملين في المجال الرياضي الذي لنتائجه تأثير كبير على المزاج العام للناس، وخاصة هنا في المملكة، فالشعب السعودي عاشق للرياضة فنتيجة مباراة أو ضياع بطولة «يُنكِّد» عليه، لهذا يجب على من يعمل في المجال الرياضي أن يعمل بحب، خاصةً إذا كان «فاهمًا» ولديه المهارات اللازمة للنجاح أما إذا كان غير فاهم، وفاقد لمهارات النجاح، فلن نطالبه بحب العمل، لأنه فاشل لا محالة، ولا يستحق المنصب في الأصل!.