|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2024-05-14
بدأ «إكس»، «تويتر» سابقًا، بوصفه منصةً اجتماعيةً، تتيح كتابة الرسائل النصية القصيرة جدًّا «280 حرفًا»، وكان مجرد تطبيقٍ ضمن آلاف التطبيقات التي أُطلقت عام 2006، ولم يكن جاك دورسي وزملاؤه المؤسِّسون، يعلمون أن تجربتهم تلك ستكون من أبرز الإسهامات في تغيير شكل الإعلام إلى الأبد، إذ لم يعد «إكس» مجرد تطبيقٍ اجتماعي إخباري، بل أصبح أيضًا من أهم المنصَّات التي تستطيع توجيه المناخ السياسي، والاقتصادي، والرياضي. لا أعرف كم تبلغ قيمة «إكس» ماليًّا، لكني أعرف أنها منصةٌ ذات نفوذٍ عالمي.
التغريدات في الأيام الماضية جاءت متنوِّعةً، حيث ما زال المغردون يسكبون حبر أحزانهم على رحيل الأمير بدر بن عبد المحسن، وما زالت كرة القدم حاضرةً دون أن يزيحها أي شأنٍ آخر.
وأبدأ بأول تغريدةٍ اخترتها لهذا الأسبوع، وتحديدًا من حساب الأدب العربي، إذ غرَّد عن العاطفة الكبيرة في قلب كل فتاةٍ تجاه والدها، عاطفةٌ أسطوريةٌ لا تختلف كثيرًا عن حجم عاطفتها تجاه أبنائها، فالبنات يا جماعة سعادةٌ كبرى في الحياة، مع بالغ احترامنا للأولاد الذكور: «الفرق بين الولد والبنت. قال أبو المجسر الأعرابي: كانت لي بنتٌ، تجلس معي على المائدة، فلا تقع عينها على لقمةٍ نفيسةٍ إلا خصَّتني بها، فكبرت، وزوَّجتها، وصرت أجلس إلى المائدة مع ابنٍ لي، فوالله لن تسبق عيني إلى لقمةٍ طيبةٍ إلا سبقت يده إليها».
أحبُّ مارادونا، وأحبُّ كل مَن يمدحه، وكما تقول الأغنية العراقية: «أحبك وأحب كل من يحبك». قال لي أحد الزملاء قبل أيامٍ: إنه يدرك حجم محبتي الكبيرة لمارادونا، لكنَّ ميسي رقميًّا وسلوكيًّا أفضل منه. لم أجبه سوى بـ: «لكن هذا مارادونا يا أخي!». أعود إلى مارادونا، وأنقل لكم تغريدة الأستاذ صالح الخليف، الذي أعاد قراءة تاريخه وتأثيره من جديد: «قبل مباراة البرازيل والأرجنتين في مونديال إسبانيا عام 1982، كان العالم يتَّفق على تعريف كرة القدم باللعبة الجماعية. بعد هذه المباراة، أعاد الشاب المتمرِّد دييجو أرماندو مارادونا التعريف، وصحَّح الخطأ، فباتت كرة القدم تعرف بأنها: لعبةٌ جماعيةٌ، تعتمد على لاعبٍ واحدٍ..!!».
حساب روائع الأدب العربي، اقتبس مقولةً لجيمس بالدوين. المقولة قد تكون عدسةً مكبِّرةً لنرى بوضوحٍ أولئك الذين يفعلون عكس ما يقولون: «لا أستطيع أن أصدّق ما تقوله، لأنني أرى ما تفعله».
وهذه تغريدةٌ، يفسِّر فيها أمجد السر وراء سعيه إلى امتلاك المال. التفسير يتَّفق معه الكثيرون: «إنني لا أجري وراء المال.. إنني أجري وراء العزة والحرية التي تأتي بامتلاكه.. وهناك فرقٌ كبيرٌ بين الهدفين».
وأخيرًا، أنقل لكم تغريدةً لأحمد باسي، وكما تعلمون يا أعزائي، أنا مجرد ناقلٍ للتغريدات، أي أن نشري لها، لا يعني تبنِّيها: «عاتب زوجتك في البيت، واشكرها أمام العائلة، وامدحها أمام الناس، وافتخر بها أمام أبنائك، وتزوَّج عليها في السر».