يقال إن أكثر الأفكار تموت في مرحلة التخطيط الطويلة، سمعت هذا من أحد الأشخاص على اليوتيوب، عندما فكرت في كلامه وجدته قريبًا من الحقيقة، على الأقل الحقيقة التي ما زلت أعتقدها، أنا مثال على موت الكثير من أفكاري في مرحلة التخطيط، تبدأ الفكرة فتية سهلة، لكني أضيف لها عشرات الأرجل والأيدي، تصبح ثقيلة جدًا، بل تتغير من تلك البذرة الصغيرة التي بإمكاني رعايتها إلى غابة لا أستطيع إدارتها، كانت الأفكار تموت قبل أن تبدأ وتنطلق. عندما أقرأ عن بدايات الأشياء الكبيرة أجدها بدايات صغيرة جدًا، ولم يُخطَط لها عندما انطلقت لكي تصل إلى ما وصلت إليه، كانت أفكارًا محدودة، لكن الآفاق فُتحت لها وتوسعت، كما أن تنفيذ الفكرة يتيح لصاحبها تحويلها إلى مجال آخر إذا اكتشف أثناء عمله أن تحويلها أكثر نفعًا، ويحدث هذا كثيرًا في الصناعات. في العام 1938 قرر الشاب الكوري الجنوبي «بيونج تشول» تأسيس مصنعه الصغير للأسماك المجففة، بالإضافة لبعض المنتجات الغذائية الأخرى، أطلق على مصنعه اسم «النجوم الثلاثة»، كان نطاق تجارته صغيرًا، لكنه حقق نجاحًا جيدًا، ثم دخلت كوريا الجنوبية حربًا أثرت على سير العمل، ثم استقرت الأوضاع وأضاف لنشاطه مصنعًا للسكر، وفي العام 1969 أي بعد 31 عامًا وجد بيونج تشول فرصة ممتازة في الصناعات التقنية، حقق تحوله نجاحًا كبيرًا، حتى أصبح مشروعه الذي بدأه ببيع الأسماك المجففة واحدًا من أكبر مصانع الأجهزة الكهربائية في العالم، بالمناسبة.. النجوم الثلاثة تعني باللغة الكورية «سامسونج»، قصة الشركة معروفة طبعًا لكنها لم تكن لتحصل لو أن بيونج لم يخرج من بيته ذاك اليوم ولم يشترِ أسماكه الأولى. لو ترك تشونج فكرة بيع السمك المجفف في مرحلة التخطيط الطويلة لما رأت سامسونج للأجهزة الكهربائية النور. أُدرك أن العديد منا ماتت فكرتهم في مرحلة التخطيط، وتم نسيانها هناك، ولو أنهم لم يبالغوا في التخطيط لها لربما كان لها حظ من النجاح.
أوليفر وندل هولمز: العبرة ليست بمكان وجودنا الآن، ولكنها بالاتجاه الذي نبحر إليه. فنحن أحيانًا نبحر مع التيار وأحيانًا أخرى ضد التيار، المهم هو أننا نبحر، لا نقف، ولا نترك الريح تلعب بنا.
أوليفر وندل هولمز: العبرة ليست بمكان وجودنا الآن، ولكنها بالاتجاه الذي نبحر إليه. فنحن أحيانًا نبحر مع التيار وأحيانًا أخرى ضد التيار، المهم هو أننا نبحر، لا نقف، ولا نترك الريح تلعب بنا.