|


قبل نزال الرياض العالمي.. 6 ملاكمين في ذاكرة «الفن النبيل»

باريس ـ الفرنسية 2024.05.17 | 03:54 pm

يكرّس الفائز من النزال التاريخي بين الأوكراني أولكسندر أوسيك «37 عامًا» والبريطاني تايسون فيوري «35» في الرياض، السبت، أوّل بطل عالمي موحّد للوزن الثقيل من دون منازع منذ 25 عامًا.
وينضمّ الفائز، الذي سيوحّد الأحزمة العالمية الأربعة، إلى نادٍ مغلق من أساطير الملاكمة، ولكن من هم أفضل 6 ملاكمين على حلبات «الفن النبيل».
جاك ديمسي «بطل من يناير 1921 إلى سبتمبر 1926، دافع عن ألقابه بنجاح 3 مرات» أصبح صاحب اللكمات القوية والعدوانية أوّل بطل عالمي رسميًّا مطلع عام 1921 عندما اتفقت الجمعية الوطنية الأمريكية للملاكمة ولجنة ولاية نيويورك الرياضية القوية حينها على الاعتراف ببطل العالم.
بات ديمسي المكنّى «نمر ماناسا» واشتهر بلكمته بيده اليمنى «أيرون مايك» وبلكمته الخطافية باليسرى «بيج بيرثا» بطل العالم «الخطّي» في لغة الملاكمة عندما «تغلّب على الرجل ليصبح الرجل» بفوزه على جيس ويلارد في عام 1919.
أسهمت صفته بطلًا للعالم في جعل نزاله للدفاع عن لقبه للمرة الأولى عن لقبه في جيرزي بمواجهة الفرنسي جورج كاربنتييه أوّل «نزال يدرّ مليون دولار»، وأعاد الكرّة مرتين، قبل أن يخسر مرتين أمام جين توني ويعتزل.
يُعد أحد أعظم الملاكمين في الوزن الثقيل في التاريخ، وأوّل من استفاد من مكانته نجمًا.
جو لويس «يونيو 1937 ـ مارس 1949، دافع عن ألقابه بنجاح 26 مرة» بعدما توّج أول بطل أمريكي من أصل إفريقي للوزن الثقيل، خسر جاك جونسون أمام ويلارد عام 1915، ليغيب أصحاب البشرة السمراء عن المنافسة على اللقب حتى عام 1937، حين برز جو لويس، الذي على الرغم من خسارته أمام الألماني ماكس شميلينج، اختير لمواجهة جيمس برادوك المكنّى «سندريلا مان» بدلًا من الألماني.
فاز لويس باللقب بعدما أسقط برادوك بالضربة القاضية ودافع عنه بنجاح خلال 26 نزالًا على مدار أكثر من 12 عامًا، في أطول فترة في الوزن الثقيل. اكتسب نزاله الثأري أمام شميلينج شهرة واسعة بعدما فاز عليه بالضربة القاضية في الجولة الأولى في ملعب يانكي عام 1938.
تمتّع لويس بالذكاء والهدوء، تقنية جيّدة ولكمة قويّة. كان يقول «كل شخص لديه خطة حتى يتلقى لكمة في الوجه».
روكي مارسيانو «سبتمبر 1952 ـ أبريل 1956، دافع عن ألقابه بنجاح 6 مرات» بعدما شارك في الحرب العالمية الثانية، بدأ مسيرته في عالم الملاكمة هاويًا واختبر لعبة البيسبول مع فريق شيكاغو كابس، تحوّل روكو ماركيدجانو الذي غيّر اسم شهرته إلى مارسيانو، لملاكم محترف قبل بلوغه سن الـ 25 عام 1948. يُعدّ مارسيانو قصير القامة «1.78م» ومعتدل البنية «85 كجم» بالنسبة لملاكم في فئة الوزن الثقيل، لكنه عوّض نقاط ضعفه بليونته وقوة لكماته، وأحرز لقبه العالمي الأول 23 سبتمبر 1952 عندما أسقط جيرسي جو والكوت على الأرض بلكمة مستقيمة بيده اليمنى في الجولة الأخيرة. خاض 49 نزالًا محترفًا، وفاز فيها جميعًا، منها 43 بالضربة القاضية، اعتزل عام 1956 عن 33 عامًا مع سجل خالٍ من الهزيمة.
محمد علي كلاي «فبراير - سبتمبر 1964، فبراير - أبريل 1967، أكتوبر 1974 - فبراير 1978، دافع عن ألقابه بنجاح 10 مرات» كان بإمكان محمد علي الذي اشتهر بلقب ذي جرايتيست «الأعظم» تجاوز جو لويس في مرات الدفاع عن لقبه، إلّا أنه مُنع من الصعود إلى الحلبات من مارس 1967 إلى أكتوبر 1970، لرفضه المشاركة في حرب فيتنام.
أزعج الملاكم المنحدر من مدينة لويزفيل، الذي أعلن لاحقًا «أنا سيّئ جدًّا لدرجة أنني أجعل الدواء مريضًا»، السلطات الأمريكية عندما عمد قبل بضعة أعوام إلى تغيير اسمه كاسيوس كلاي الذي عدَّه «اسم الرجل الأبيض» إلى محمد علي.
في سن الـ 22 عامًا فاز بلقب بطولة العالم للوزن الثقيل بعد تغلبه على سوني ليستون، قبل أن يتم إيقافه بعد ثلاثة أعوام. كان علي يبلغ 29 عامًا عندما حصل على فرصة لاستعادة ألقابه العالمية، ضد جو فرايزر عام 1971، لكنه تعرّض لهزيمته الأولى.
انتظر حتى عام 1974، ليفوز على جورج فورمان في نزال أطلق عليه تسمية «صخب في الغابة» ليبرز علي شجاعته ويستعيد تيجانه. خسر ألقابه أمام ليون سبينكس عام 1978، واستعاد بعضها مرة أخرى في نزال الثأر بعد سبعة أشهر، لكنه خسر نزال توحيد الألقاب أمام لاري هولمز عام 1980، وهو في الـ 38 من عمره.
وبحلول ذلك الوقت، كان محمد علي فاز على الجميع باستثناء المعركة التي شنّها منتقدوه عليه.
وسيبقى في التاريخ على أنه الملاكم الذي هزّ الأعراف داخل الحلبة وخارجها، بفضل إحساسه النادر وغريزته متحدّثًا عظيمًا وقدرته على الاستفزاز.
جو فرايزير «فبراير 1970 ـ يناير 1973، دافع عن ألقابه بنجاح 4 مرات» احتلت النزالات الثلاثة التي خاضها جو فرايزير بمواجهة محمد علي المرتبة الأولى في شباك التذاكر بجمعها اثنين من أعظم الملاكمين على مرّ التاريخ، مع أساليب وشخصيات متناقضة ووجهات نظر سياسية متعارضة.
كان «سموكين جو»، وهو لقب أطلقه عليه مدربه يانك دورهام الذي كان يطلب منه توجيه الكثير من اللكمات حتى يتصاعد الدخان من قفازاته، يفضّل الهجوم من مسافة قريبة، لكن تمايله المستمر جعل من الصعب إصابته.
في النزال الأول، «معركة القرن»، وجّه فرايزير لكمة خطافية بيده اليسرى المدمّرة كان أطلق عليها لقب «صاروخه الباحث عن الحرارة».
بحلول النزال الثاني الثأري عام 1974، كان جورج فورمان قد انتزع اللقب من فرايزير. لم يكتفِ محمد علي فحسب بالطيران كالفراشة، بل تمسك به كالسلطعون وفاز بالنقاط.
في عام 1975 وفي نزال «الإثارة في مانيلا» أطلق علي العنان لوابل لا يرحم من اللكمات في الجولة الـ 13. أوقف الحكم النزال في الجولة التالية.
بعد هذه الخسارة، لم يخض فرايزير الذي كان يبلغ حينها 30 عامًا، سوى نزالين.
مايك تايسون «أغسطس 1987 ـ فبراير 1990، دافع عن ألقابه بنجاح 6 مرات» لحين بلوغ سن الـ 13، ألقت الشرطة القبض على مايك تايسون 38 مرة. في عام 1986، في سن الـ 20 عامًا و4 أشهر و23 يومًا، توّج أصغر بطل للوزن الثقيل في التاريخ.
لأكثر من ثلاثة أعوام، كانت نظرته الشبيهة بسمكة القرش وقوّته الهائلة في توجيه اللكمات وغضبه الدائم، تثير الخوف في نفوس خصومه، ففاز في أول 19 مباراة احترافية له بالضربة القاضية حتى سقط بالضربة ذاتها أمام جيمس باستر دوجلاس في طوكيو عام 1990. كان السقوط حينها كبيرًا، وبفترة قضاها في السجن بسبب تهمة اغتصاب كما تم إيقافه عن الملاكمة.
على الرغم من استعادته حزامين، إلا أنه خسر أمام إيفاندر هوليفيلد عام 1996، وفي العام التالي في النزال الثأري الذي أطلق عليه لقب «نزال العصر» وانتهى بقضمة لأذن منافسه.
وفي ذروته القصيرة التي تخللها المجد والانحدار والعودة وُصف تايسون بـ «أسوأ رجل في العالم».