|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2024-05-17
ـ من الأفضل ألا تلتقي بأصدقائك بشكل دائم، هذا ما توصلت له بعد اكتشافي لتكرارِ نفس الحكايات عليهم دون انتباه مني، ويبدو أن الأمر زاد عن حده، وخلصت طاقة مجاملاتهم لي، لذا صاروا يقاطعونني عند بداية كل حكاية مكررة: سامعينا عشرين مرة منك.. تبينا نحكيها لك.. !؟ في أول مرة قاطعوني فيها ظننت أنني كررت حكاية واحدة، لكني اكتشفت مع مقاطعاتهم تكراري للكثير من الحكايات، وكان السؤال المهم الذي كنت أوجهه لهم: عساني بس ما كنت أغيّر فيها وأزيد عليها؟ والحمد لله أنهم قالوا إنني كنت أغيّر بالطريقة وليس بالأحداث والحوارات.
اكتشافي بتكرار نفس الحكايات على الأصدقاء فتح باب الأسئلة، هل أصبت بالنسيان الشديد؟ هل أعيش بشكل رتيب لدرجة لا أشياء جديدة أرويها للأصدقاء؟ أظنهم بالغوا في الأمر، وكانوا وقحين لا أكثر، فأحدهم سمعت منه نفس الحكايات عدة مرات، وفي كل مرة كنت أعيره انتباهي وكأنني أسمع حكايته للمرة الأولى، كما أنه لم ينتبه لتكرارِ نفس التعليق على كل حكاية يكررها علي!
أما الصديق الآخر فلم يتوقف عن تكرار نفس حكايات بطولاته في الطفولة، وأعلم أن معظمها غير منطقي، لأن لا رابط بين الطفل الشجاع ذاك وبين الشخص الذي أمامي. أفضل الأصدقاء هم الذين لا يبلغونك عن تكرارك لنفس الحكايات في كل مرة، والمؤكد أن أصدقائي ليسوا منهم، سامحهم الله.
ـ من أسباب احتفاظ كرة القدم بجماهيريتها أنها غير رتيبة، وأفضل المحللين لا يستطيعون توقع النتيجة، حتى بعد نهاية الوقت الأصلي، لأنها قد تتغير في الثانية الأخيرة من الوقت الإضافي. بالأمس شاهدت هدفًا في الدوري الروسي قد يكون الأسرع في العالم. بعد إطلاق الحكم صافرة البداية سدد المهاجم الكرة ودخلت المرمى، استغرق تسجيل الهدف 3 ثوان فقط ! تخيلت حالة مدرب الفريق الخصم بعد الهدف، وكيف كان قبل المباراة يعطي المدافعين التعليمات، ويوصيهم بإيقاف المهاجمين وإبعاد الكرات العرضية ! لا يوجد مدرب في العالم سيصدق لو قال له أحدهم بأن فريقًا سيسجل في مرماك بعد 3 ثوان فقط ! الحمد لله لم أكن حارس المرمى، لأن الجماهير ستنسى كل تصدياتي، ويتذكرون أنني الحارس الذي سُجل في مرماه أسرع هدف في العالم !
ـ مثل عالمي: يظن الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح، ولكن العكس صحيح، النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة.