|


طلال الحمود
موسم البطيخ
2024-05-18
من حسن حظ الاتحاد وأنصاره أن المدرب الأرجنتيني مارسيلو جاياردو وصل متأخرًا لقيادة الفريق خلفًا للبرتغالي نونو سانتو، ولولا هذا التأخير لأصبح بطل الدوري السعودي يصارع من أجل البقاء في دوري الأضواء كما حدث قبل سنوات بسبب رامون دياز أحد مخرجات ريفر بليت أيضًا.
ولم يكن أكثر الاتحاديين تشاؤمًا يتوقع أن يكون خليفة سانتو أسوأ المدربين الذين مروا في تاريخ النادي، خاصة أن نتائجه تكفي لدخوله مع فريقه إلى موسوعة جينيس من باب الأرقام السلبية، خاصة بعدما أصبح أول مدرب يخسر خمس مواجهات متوالية أمام المدرب نفسه خلال أربعة أشهر، وأول مدرب يتلقى الاتحاد صاحب المنظومة الدفاعية الحديدية 49 هدفًا في عهده، وأول من قاد الاتحاد لهزائم نكراء من ضمنها الهزيمة أمام الاتفاق بخماسية نظيفة، وغيرها من الأرقام التي وضعت جاياردو على رأس قائمة أسوأ المدربين الذين تعاقد معهم الاتحاد على مدى تاريخه الممتد لنحو 100 عام.!
ومن حسن حظ جاياردو أيضًا أنه جاء إلى نادٍ يتميز بجماهيره التي تقف إلى جانب المدرب ظالمًا أو مظلومًا حتى يحصل على فرصته كاملة، ولولا تقاليد هذا المدرج لغادر الأرجنتيني بعد شهر من وصوله إلى جدة، قياسًا على طريقة إعداد اللاعبين ونتائج الفريق الكارثية، فضلًا عن عدم القدرة على بناء علاقة جيدة مع نجوم الفريق، والاهتمام بالجانب المعنوي الذي بلغ أدنى درجاته خلال الموسم الحالي.
ما زال الاتحاد قادرًا على العودة إلى الواجهة في الموسم المقبل في حال حصل الرئيس المرشح لؤي ناظر على كامل الصلاحيات لإعادة تأهيل الفريق ونفض الغبار عنه، غير أن انتشال «النمور» من الحضيض بالسرعة المطلوبة لا يبدو أمرًا سهلًا بمغادرة أكثر اللاعبين الأجانب والمحليين وإحلال مجموعة جديدة من الصعب تأقلمها خلال فترة الإعداد الصيفية، خاصة أن تجربة نواف المقيرن وخطة تغيير جلد الفريق التي عرفها قبل نحو خمس سنوات، تكفي لتحذير إدارة الاتحاد المقبلة من احتمال الانهيار والتراجع إلى منطقة صراع البقاء، وهذا حدث سابقًا وربما يحدث لاحقًا في حال التعاقد مع مدرب مثل جاياردو.