|


سعد المهدي
لماذا الهلال فقط؟
2024-05-18
على هامش منافسات الدوري السعودي للأندية الممتازة «دوري روشن» الذي حقق لقبه الهلال في الجولة الـ 31 دون أي خسارة، تواجه الناديان الغريمان النصر والهلال في مباراة لم تغيّر نتيجتها من واقع المنافسة، لكنها أبقت على «فكرة» عدم تقبل النتائج لإطالة عمر التنافس كلما اختل ميزان القوة بينهما.
بالتعادل 1ـ1 الذي انتهت عليه نتيجة المباراة أوقف النصر خسائره أمام الهلال في مواجهاتهما الثلاث الأخيرة هذا الموسم «الدوري/ موسم الرياض/ السوبر السعودي»، وفي المقابل أوقف النصر سلسلة انتصارات الهلال في الدوري عند الـ 24، ومهد التعادل لإمكانية مواجهة «نارية» حين يلتقيان بعد أقل من أسبوعين على نهائي كأس الملك.
إلا أن جمع الهلال مع أي نادٍ هذا الموسم على اعتبار تساويهما من حيث القوة الفنية والكفاءة العناصرية والتدريبية أو العمل الإداري الذي حضر كل هذه العوامل لنجاح كامل المنظومة، فيه ظلم ليس للهلال فقط بل ولمنافسيه، حيث هيَّأ لهم الاعتقاد أن عوامل أخرى غير «تفوقه» جعلت وصيفه يبعد عنه بـ 12 نقطة، ومن جانب آخر بدا وكأنه يعاقب الهلال على حسن عمله ويحمله ذنب سوء تدبير وتفكير منافسيه، وإذا كان هذا يسوء الهلال إلا أنه يساعده في استمرار هذا التفوق طالما وجد من يغرر أو يداهن منافسيه ولا يقول لهم الحقيقة.
توقف الهلال عن الحصول على لقب الدوري خمسة مواسم بعد 2011م ثم عاد 2017م إلى 2024م ليحصل على اللقب ست مرات، العمل لا توقفه حملات إعلامية ومشاحنات جمهور أو أخطاء لجان، الكل يتعرض لهذا في كل العالم، ومع ذلك تبقى أندية معينة أكثر من غيرها تتميز بالنجاح أكثر من الفشل، وهي تلك التي قد اكتمل بناء شخصيتها وثقافة العمل وفلسفة التعاطي مع شؤونها، وأدارت ظهرها للمنتفعين أو العاطفيين، أو من يدسون أنوفهم في شؤون غيرهم.
وبالعودة للقراءات والآراء الفنية التي وردت عن محللين أو إعلاميين تعليقًا على مواجهات أندية الدوري بالهلال، هي في ملخصها «تمتدح» تلك الأندية بالإشارة إلى أن هذا النادي استطاع أن يصمد إلى الدقيقة 60 وذاك شوط وآخر كاد أن يتعادل أو كان الأكثر استحواذًا، لكنهم جميعًا خسروا في 30 مواجهة وتعادلوا في ثلاث، ومع ذلك ينساق بعضهم في حالات «تضامن» أو «ألم» مع كيف لهذا الدوري أن يسمح لنادٍ أن يحصل على اللقب دون خسارة، وبفارق كبير عمن يليه، بالرغم أن هذا حدث في دورينا من قبل، ويحدث في العالم على الدوام.