|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2024-05-19
ـ العالم الذي نعيش يوشك أن يختلف بشكل كبير عمّا نعيشه ونعرفه اليوم، لأن سرعة تطور الذكاء الاصطناعي أصبحت صاروخية، حتى أننا فقدنا مجاراة جديدة، شاهدت قبل أيام مقاطع لرجل ضرير كان يوجه كاميرا هاتفه أمامه، وراح التطبيق الخاص بالكفيفين ينقل له ما تلتقطه عدسة الكاميرا، حتى أن الرجل ذهب إلى بحيرة وقام التطبيق بوصف البحيرة وما يفعله البط والبجع في نفس اللحظة! أما آخر ما قرأته فهو بشرى (للنسايين) أمثالي، ممن ينسون أين وضعوا مفتاح سيارتهم، وآخر مرة شاهدوا فيها نظارتهم، تقول جوجل إنها طورت خدمة تمكن الشخص من معرفة أماكن مفقوداته بمجرد أن يسأل التطبيق عن مكانها، كل ما عليك هو أن تبقي الكاميرا مفتوحة، ثم إذا فقدت شيئًا بإمكانك أن تسأل جوجل: أين مفتاح سيارتي؟ أين جوالي..؟ أين ذهب راتبي؟ لا.. الأخيرة لا علاقة لجوجل بها.. من له علاقة هو الشخص نفسه وحسن إدارته لمصروفاته. من المبكر جدًّا القول إن كل ما يقدمه الذكاء الاصطناعي يصب في مصلحتنا، علينا أن ننتظر عدة سنوات لتتضح الصورة، لأن بعض ما قدَّمه الذكاء الاصطناعي في محل شك من كونه مفيدًا بشكل كامل، خصوصًا بتلك الأمور الإنسانية، قرأت قبل عدة أشهر عن تعلق رجل بالمرأة التي تجيب أسئلة الناس عن جوجل، والمعروف أنها تستطيع أن تتحدث معك في كل شؤون الحياة، الرجل تعلق بها لدرجة أنه تقدم للزواج منها، ولم يقتنع عندما أجابته أنها لا تستطيع الزواج منه، لا أدري ما الذي حل بالعاشق الولهان، لكنه إذا أراد الزواج فعليه أن يدخل البيوت من أبوابها، وأن يتقدم لخطبتها من والدها الشيخ جوجل. أتمنى أن تتم الموافقة، وأن يقيما حفلًا بهيجًا تحضره عليّة التطبيقات من إنستجرام وتويتر وتوك توك وسناب شات.
ـ في إحدى الدول العربية، قام رجل بتطليق زوجته وطردها من المنزل، لأنها رفضت بيع كليتها ليشتري توك توك، الزوجة كانت قد واجهت زوجها وسألته: ولماذا لا تبيع أنت كليتك؟ فأجابها أنه يخشى أن تتراجع صحته، ويصبح ضعيفًا ولا يتمكن من قيادة التوك توك! قضية رجل التوك توك في المحاكم الآن، وهي حكاية من آلاف الحكايات الغريبة في العالم الذي نعيش، العالم الذي يبقى حلبة صراع دائم بين الخير والشر، والحكمة والجهل، والقسوة والرحمة.
ـ ماريو بوسا: الكرم هو أن تعطي أكثر من استطاعتك، وعزة النفس هي أن تأخذ أقل مما تحتاج.