|


نادال على موعد عاطفي.. و6 آلاف يراقبون

الإسباني رافائيل نادال يحتفل على طريقته بعد فوزه على الأرجنتيني ماريانو بويرتا، خلال مباراتهما النهائية في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس على ملعب رولان جاروس، الأحد 5 يونيو 2005، في باريس (أسوشيتد برس)
باريس ـ الفرنسية 2024.05.22 | 01:51 pm

يسدل المخضرم الإسباني رافايل نادال الستار على مسيرة استمرت 19 عامًا على ملاعب بطولة رولان جاروس في باريس، ثانية البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب، مع تضاؤل فرص تعزيز ألقابه الـ 14، قبل أن يترك خلفه في وداع عاطفي أرقامًا قياسية من الصعب تحطيمها وذكريات لا تُنسى.
توّج الإسباني، الحائز على 22 لقبًا في جراند سلام، بأوّل لقب له في رولان جاروس، عندما كان مراهقًا في سن الـ 19 عامًا عام 2005. بعد أقل من أسبوعين، وتحديدًا في الثالث من يونيو المقبل، سيحتفل «الماتادور» الإسباني بعيده الـ38.
وقع نادال، المصنّف أول عالميًا سابقًا، الذي تقهقر للمركز الـ 276 حاليًا، ضحية الإصابات في الأعوام الأخيرة، فلم يخض سوى 15 مباراة فقط منذ يناير من العام الماضي، حيث تعرض أخيرًا لإصابة في فخذه، ثم لتمزّق عضلي ضمن تاريخ محبط من المشكلات الجسدية، التي أجبرته على التغيّب عن 12 بطولة كبرى.
وينتظر عشاق الكرة الصفراء سحب قرعة بطولة فرنسا المفتوحة بعد ظهر الخميس، لمعرفة ما إذا كان نادال سيشارك في المنافسات أم سيرفع عدد غياباته عن البطولات الكبرى إلى 13.
قال نادال بعد خروجه من الدور الثاني في روما الأسبوع الماضي: «سألعب البطولة، وأنا أفكر في أنني أستطيع تقديم كل ما لديّ بنسبة 100 في المئة».
وتابع: «وإذا لم تكن نسبة 100 في المئة كافية للفوز بمباراة، فسأقبل ذلك. لكنني لا أريد أن أدخل إلى الملعب، وأنا أعلم أنه ليس لديّ أي فرصة. إذا كانت هناك فرصة بنسبة 0.01 في المئة، فأنا أريد استكشاف ذلك وخوض التجربة».
وإضافة إلى ألقابه الـ 14 في باريس، بامكان نادال أن يتباهى بسجل قياسي من 112 فوزًا، وثلاث هزائم فقط على ملاعب رولان جاروس، اثنتان منها أمام غريمه الأبدي الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنّف أول عالميًا.
كما يحظى نادال بتقدير كبير من عشاق كرة المضرب، إذ واكب نحو 6 آلاف متفرج أوّل حصة تمرينية له على ملعب فيليب شاترييه في رولان جاروس، الإثنين، وهتف العديد منهم باسمه.
قال مواطنه كارلوس مويا، لاعب التنس السابق، ومدرّبه الحالي، خلال النسخة الأخيرة من دورة مدريد لماسترز الألف نقطة «علينا أن نستمتع بالوقت الذي ما زال لديه في الملعب، وأن نقيّمه، وندرك أنه من غير المرجح أن يحدث شيء كهذا مرة أخرى».
وتابع: «شخصيًا، لا أكون في الملعب أبدًا عندما يدخل أو يغادر، لكنني أفعل ذلك هذا العام لأنني أحب رؤية التعاطف، الذي يحصل عليه من الجماهير عندما يخطو إلى الملعب».
وأضاف: «إنه أحد النجوم العظماء في هذه الرياضة، وهو على وشك الاعتزال، ومن المدهش حقًا أن نرى ذلك».
ولا يعد نادال النجم الوحيد، الذي يُعاني في باريس قبل انطلاق منافسات البطولة الأحد، إذ يغيب ديوكوفيتش، حامل الرقم القياسي، بعدد الفوز في البطولات الأربع الكبرى «24»، والمتوّج في رولان جاروس بثلاثة ألقاب بالتساوي مع البرازيلي جوستافو كويرتن والسويدي ماتس فيلاندر والأمريكي إيفان ليندل، عن الألقاب في فترة لم يسبق لها مثيل منذ عام 2018.
حينها، وصل أيضًا إلى شهر مايو للمشاركة في بطولة فرنسا المفتوحة من دون أن يفوز بأي لقب، قبل أن يتعرّض لهزيمة مفاجئة في دور ثمن النهائي أمام الإيطالي المغمور ماركو تشيكيناتو.
هذا الموسم، فقد ديوكوفيتش لقب بطولة أستراليا المفتوحة، كما لم يتمكن من بلوغ نهائي أي دورة. وما زاد الطين بلّة أنه أصيب بعبوة للمياه سقطت على رأسه في روما، وهو حادث غريب ادعى أنه تسبّب له في الغثيان والدوار.
وفي محاولة لاستعادة بعض الثقة على الملاعب الترابية قبل بطولة فرنسا المفتوحة، حصل ديوكوفيتش، الذي سيكمل 37 عامًا، الأربعاء، على بطاقة دعوة «وايلد كارد» متأخرة للمشاركة في دورة جنيف، التي انطلقت، الأحد الماضي.
وتقاسم نادال وديوكوفيتش معا آخر 8 ألقاب في بطولة فرنسا، بينما كان عام 2009 المرة الأخيرة، الذي لم يشهد فيها وصول أحدهما إلى النهائي، فاز الأسطوري السويسري روجيه فيدرر على السويدي روبن سودرلينج 6ـ1 و7ـ6 «7ـ1» و6ـ4.
ولا يُعدّ «دجوكو» الوحيد على لائحة المصابين، إذ تعرّض الإيطالي يانيك سينر، المصنف ثانيًا عالميًا، الذي خلف الصربي في بطولة أستراليا المفتوحة، لإصابة في وركه تسبّبت في غيابه عن دورة روما لماسترز الألف.
وصل سينر، البالغ 22 عامًا، إلى ربع نهائي بطولة فرنسا في أوّل ظهور له عام 2020، حيث خسر أمام نادال. ويملك الإيطالي في حال تعافى من الإصابة حافزًا إضافيًا لبلوغ الأدوار المتقدمة في العاصمة باريس، حيث يمكنه إقصاء ديوكوفيتش عن المركز الأول عالميًا.
وبدوره، غاب الإسباني كارلوس ألكاراس، بطل ويمبلدون 2023 والولايات المتحدة 2022، عن روما بسبب إصابة في ذراعه. وفاز المصنف ثالثًا عالميًا بالمجموعة الأولى أمام ديوكوفيتش في نصف نهائي العام الماضي، قبل أن تتسبّب تشنجات جسدية في انزلاقه للهزيمة.
أقرّ الإسباني، البالغ 21 عامًا، صاحب الشعبية الجارفة، أن تراجع حالته البدنية بشكل مفاجئ ودراماتيكي كان سببه الخوف من مواجهة ديوكوفيتش.