|


خالد الشايع
استنساخ شخصية الهلال البطلة
2024-05-22
كرة القدم ليست عادلة، من يقول غير ذلك، لم يجرب ألمها وغدرها، قد يخسر الفريق الأفضل فنيًا داخل الملعب، ويفوز الطرف الآخر، ولكنها أيضًا ليست صعبة ولا علمًا معقدًا، فريق جيد، مدرب ذكي، يكفيان للفوز، مع قليل من الحظ.
لو كانت كرة القدم عادلة، لما بقي المنتخب الهولندي بلا كأس عالم، فيما فازت به الأوروجواي.
أمور كثيرة تتحكم بالانتصارات، بعيدًا عن لغة التشكيك، وما يحاول البعض رمي المنتصر به، في كثير من الحالات تكون شخصية الفريق هي سبب الفوز، لا مستوى لاعبيه داخل الملعب.
في الديربي الأخير، كان النصر الأكثر فرصًا، الأكثر خطورة، والأفضل، ولكن شخصية الهلال مكنته من البقاء في المباراة والعودة لها في نهاية المطاف بركلة جزاء، أجمع سبعة حكام سابقون على صحتها، وفضل اثنان آخران عدم الخوض فيها لعدم وضوحها بالنسبة لهما، ولكن هذا لا يهمنا، ليس محور حديثنا اليوم، بل شخصية الهلال التي مكنته من العودة، والتي تقوده للفوز حتى وإن كان في غير مستواه المعهود.
من يقول إن تحقيق الهلال لبطولة الدوري إضعاف له، وأن كثرة المنافسين هي من ترسم قوة البطولة، لا يفقه في كرة القدم، بايرن ميونيخ سيطر على الدوري الألماني 11 مرة متتالية، فيما فاز السيتي بالدوري الإنجليزي ثماني مرات في آخر عشر نسخ، الريال مسيطر على الدوري الإسباني ومعه البرشا فقط، والبقية متفرجون، في فرنسا لا نعرف غير باريس سان جيرمان، في إيطاليا لا صوت يعلو على صوت اليوفي إلا ما ندر، وهذه هي البطولات الأقوى في العالم، سيطرة الهلال طبيعية، لأنه الفريق الأفضل وصاحب الشخصية الأقوى في الملعب، وعلى البقية محاولة اللحاق به، لا محاولة التقليل منه، واستجداء إعثاره عنوة لكي يكونوا قادرين على اللحاق به.
في هذا الموسم، في إسبانيا الفارق بين الريال البطل ووصيفه برشلونة 12 نقطة، ذات الرقم الموجود بين الهلال والنصر حاليًا، في إيطاليا يتصدر الإنتر بفارق 19 نقطة عن أقرب ملاحقيه، في ألمانيا يفصل بين بايرن ليفركوزون البطل وشتوتجارت الثاني 17 نقطة، وفي فرنسا باريس متصدر بفارق تسع نقاط عن الثاني موناكو، على الرغم من كل هذه الفوارق بين البطل وأقرب ملاحقيه، لم يأت أحد يشتكي من استحقاق البطل ولا يقلل من قيمة الدوري وقوته، لدينا فقط، يريدون الأرقام قريبة، لنقول إن المنافسة قوية، يريدون التدخل في المنافسة من أجل كبح جماح الفريق الأقوى، لكي يتمكنوا من اللحاق به تمامًا كتكبيل بطل الملاكمة في الوزن الثقيل، ليتمكن وزن الريشة من الصمود أمامه، عفوًا كرة القدم ليست كذلك.
ظاهرة أن يكون هناك فريق مسيطر على البطولة ليست حكرًا على روشن، ‏في كل بطولة كبيرة، هناك فريق يصنع التاريخ، ويكون الأفضل من بين أقرانه، لأن البطولات التي يحققها تخلق فيه شخصية بطل، قادر على الصمود والعودة، ولو سقط يكون سقوطه مؤقتًا، لأنه يملك من تراكم الخبرات ما يمكنه من العودة سريعًا، ببساطة هذا ما يحدث في الهلال، ويحتاج الآخرون لصنع مثله، غير أن البداية لابد أن تكون بالاقتناع بأفضلية الهلال في الملعب، ثم محاولة تقليده للتفوق عليه، أما لو استمرت لغة التشكيك، والتحكيم، من الخصوم، فسيبقى الحال على ما هو عليه، وسيكون الهلال سيتي السعودية، وبايرنها.