فيصل بن بندر: هدفنا «محورا عالميا» في قطاع ألعاب الفيديو
تكثف السعودية استثماراتها في مجال الرياضات الإلكترونية، إذ ترى فيه «مدخلًا» لتطوير قطاع ألعاب الفيديو الخاص بها، وفق ما يؤكد الأمير فيصل بن بندر بن سلطان آل سعود، المسؤول عن هذه الاستراتيجية.
وقال الأمير فيصل بن بندر، وهو رئيس الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية، الجمعة، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» خلال زيارة إلى طوكيو: «نريد أن نصبح محورًا عالميًا لألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية».
وستنظم السعودية هذا الصيف كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وسيتقاسم في نهايتها الفائزون جوائز تتخطى قيمتها 60 مليون دولار، على أمل جذب ملايين المتابعين لهذا النشاط.
ويوضح الأمير فيصل بن بندر أن ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية «تستحضر بطبيعة الحال» بلدانًا مثل اليابان أو كوريا الجنوبية، لكننا «نريد أن تكون السعودية جزءًا من هذه المعادلة».
ومع ذلك، يقول الأمير إنه يرى الرياضة الإلكترونية بمثابة «بوابة» لطموح أكبر بكثير، لأن «ما نريد بناءه هو صناعة شاملة» لألعاب الفيديو.
ولتحقيق ذلك، استحوذت السعودية، العام الماضي، مقابل 4.9 مليار دولار، على استوديو «سكوبلي» Scopely في كاليفورنيا، المتخصص في ألعاب الأجهزة المحمولة، الذي حققت لعبته «مونوبولي جو» Monopoly Go، إثر طرحها العام الماضي، إيرادات بقيمة ملياري دولار في عشرة أشهر فقط.
ولن يبقى هذا الاستحواذ وحيدًا، إذ ستستتبعه السعودية بعمليات كبرى أخرى من هذا النوع، على ما يلفت براين وارد، رئيس مجموعة «سافي جيمز» Savvy Games المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة في السعودية، التي تحتل مركزًا في قلب الاستراتيجية الوطنية لألعاب الفيديو.
ويشدد وارد، وهو من الكوادر السابقين في شركة ألعاب الفيديو الشهير أكتيفيجن بليزارد: «نحن لا نتوقف أبدًا.. إذ نعمل بطاقتنا القصوى، طوال الوقت».
ويقول: «الوقت مناسب لحجز موقع لنا في السوق، والبحث عن فرق جيدة في الاستوديوهات. خلال العام ونصف العام الماضيين، كان من الصعب العثور على مصادر أخرى لرأس المال».
ويأمل وارد أيضًا أن تتمكن «سافي جيمز» في نهاية المطاف من الاستفادة من الاستثمارات الضخمة، التي يموّلها صندوق الاستثمارات العامة في الاستوديوهات الدولية الكبرى، مثل أكتيفيجن بليزارد Activision Blizzard الأمريكية، ونينتندو Nintendo، وكابكوم Capcom اليابانيتين.
ويوضح وارد: «سنجد طرقًا لبناء شراكات ذات معنى أكبر معهم، تتجاوز مجرد البحث عن عائد مالي»، على سبيل المثال في الرياضة الإلكترونية أو لمساعدة هذه الجهات على زيادة انتشارها في الشرق الأوسط.
ويضيف الأمير فيصل: «نريد أن يكون لنا تأثير خلال الأعوام العشر المقبلة، ليس من خلال التحول إلى مركز عالمي فحسب، بل بأن نكون أيضًا مركزًا إقليميًا، ما سيجعل المنطقة بأكملها تنمو معنا».
ويوضح أنه إلى جانب ألعاب الهاتف المحمول، تأمل البلاد أيضًا في إنتاج لعبة ذات ميزانية كبيرة لوحدات التحكم بحلول عام 2030، «يتم إنشاؤها في السعودية على يد سعوديين»، مع تطوير تراخيص خاصة بها.
ويردف: «لدينا تقليد طويل في عالم القصص (...) أنظر إلى علاء الدين، وألف ليلة وليلة، وسندباد... كل هذه القصص جرى تناقلها من الشرق إلى الغرب، لكننا لم نكن أبدًا الجهة التي تروي القصة».
وينوه الأمير فيصل بن بندر: «نحن بلد يمر بمرحلة انتقالية، وننفتح شيئًا فشيئًا»، مضيفًا: «ثمّة الكثير من المفاهيم الخاطئة حول السعودية والسعوديين».
ويؤكد: «لدينا ثقافة محافظة بطبيعتنا أيضًا.. لكن هذا لا يعني أننا نتجنب الناس أو ندفعهم بعيدًا».
ويوضح براين وارد: «كان من المهم بالنسبة لي أن تتمكن سافي من العمل كشركة ألعاب فيديو حقيقية، بما يتوافق مع قيم صناعتنا وثقافتها».
ويضيف: «وهذه الحال فعلًا، فقد حصلنا على تفويض مطلق. نحن لا نفعل أي شيء مختلف في الرياض عمّا لو كنا في نيويورك أو لوس أنجليس أو برلين».