|


مبابي..عيونه في مؤخرة رأسه.. ويبحث عن ميدالية الوداع

الرياض ـ ضيف الله المرشدي 2024.05.24 | 05:28 pm

"لديه أسلوبٌ ورؤيةٌ في اللعب، لا يملكهما بقية الأطفال.. لديه عيونٌ في مؤخرة رأسه.. إنه يعرف أين ستذهب الكرة". هذا ما قاله أتمان إيروش، رئيس نادي آس بوندي، عن كيليان مبابي عندما كان طفلًا تحت مراقبته. وهو وصفٌ يبدو قريبًا من الواقع بعد أن قاد اللاعب فريق باريس سان جيرمان الأول لكرة القدم إلى التتويج بلقب الدوري ست مراتٍ، والكأس المحلية ثلاث مراتٍ، والانتصار على ليون في نهائي كأس فرنسا، السبت، يعني أنه سيضع ميداليةً رابعةً على عنقه قبل أن يُسدل الستار على مسيرته في حديقة الأمراء.
وُلِدَ كيليان مبابي في 20 ديسمبر 1998 بالدائرة الـ 19 في باريس، ونشأ في بوندي، وهي ضاحيةٌ للطبقة العاملة على بُعد 10.9 كيلومتر شمال باريس. والده ويلفريد مبابي، ينحدر من أصولٍ كاميرونيةٍ، أما والدته فايزة العماري فمن أصولٍ جزائريةٍ، وكانت لاعبة كرة يدٍ، في حين يعدُّ البرتغالي كريستيانو رونالدو قدوته، ويتطلَّع إلى الوصول لما وصل إليه.
ويلعب نجم "الديوك" مباراته الـ 308 والأخيرة، السبت، مع نادي العاصمة، الذي انضم إليه أغسطس 2017 قادمًا من موناكو بصفقةٍ، بلغت 108 ملايين يورو، بعد أن اختاره مدربه الإسباني لويس إنريكي ضمن المجموعة التي ستخوض النهائي.
لم يخض مبابي، البالغ 25 عامًا، المباراتين الأخيرتين لفريقه، المتوَّج بلقب الدوري، في الفوز على نيس 2ـ1 في 15 مايو، وميتز 2ـ0، الأحد الماضي.
وبدا أن إنريكي أراحه لمواجهة نهائي الكأس، خاصَّةً بعد أن ضَمِنَ الفريق لقب الدوري، لكنَّ الإسباني ألمح سابقًا إلى أنه ليس سعيدًا بطلب نجمه مغادرة النادي في النصف الثاني من الموسم، وقال: "سنرى هذا الأسبوع مَن الجاهز، ومَن ليس جاهزًا، ومَن يمتلك الرغبة الأكبر في اللعب".
وأضاف: "نهائي كأس فرنسا مهمٌّ جدًّا بالنسبة لنا".
ومنذ انتقاله إلى النادي الباريسي، أسهم مبابي بنجاحٍ كبيرٍ على صعيد الألقاب، على الساحة المحلية على الأقل.
لكنْ هذه المسيرة، المكلَّلة بالألقاب، غاب عنها اللقبُ الأهمُّ بالنسبة إلى ناديه، وله شخصيًّا، وهو دوري أبطال أوروبا.
وسجَّل مبابي 42 هدفًا في 64 مباراةً ضمن المسابقة الأوروبية العريقة، لكنَّ باريس لم يتمكَّن من رفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين طوال الأعوام السبعة مع مهاجمه، ولا قبلها أيضًا منذ أن أصبح النادي مملوكًا قطريًّا.
وكاد الفريق أن يفعلها حين وصل إلى نهائي لشبونة عام 2020، لكنَّه خسر أمام بايرن ميونيخ الألماني 0ـ1 في مباراةٍ، لُعبت خلف أبوابٍ موصدةٍ بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا.
ووصل باريس إلى نصف النهائي مرَّتين أيضًا، لكنَّ مبابي لم يكن في أفضل أحواله بدنيًّا، ولم يشارك في مواجهة الإياب أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، التي خسرها فريقه 0ـ2 عام 2021، كما لم يُقدِّم المأمول منه أمام بوروسيا دورتموند الألماني الموسم الجاري حيث خسر باريس 0ـ2 بإجمالي المباراتين.
ويأمل مبابي أن يُعوِّض هذا الإخفاق مع باريس في مدريد، العاصمة الإسبانية، إذ من المتوقَّع أن ينتقل إلى الريال، المتوَّج بـ 14 لقبًا في رقمٍ قياسي، وسيلعب النهائي الموسم الجاري في مواجهة دورتموند.
ولمع اسم مبابي باكرًا منذ ظهوره الأول مع موناكو ديسمبر 2016 في سن 16 عامًا و11 شهرًا، وأصبح أصغر لاعبٍ يدافع عن ألوان نادي الإمارة في الدوير، محطمًا رقم الأسطورة تييري هنري، قبل أن يسهم في الفوز باللقب عام 2017.
ويُعدُّ كيليان اليوم أيقونةً في فرنسا، وسيبقى كذلك، ويمثِّل اسم بلاده في الخارج، على غرار ميشيل بلاتيني، زين الدين زيدان، وهنري.
لكنْ قبل مغادرته فرنسا، سيكون أمام فرصةٍ لتحقيق لقبٍ أخيرٍ، والمساعدة في التتويج بثنائية الدوري والكأس للمرَّة الأولى منذ موسم 2019ـ2020.
ولم تجلب مشاركات مبابي في المباريات النهائية لكأس فرنسا معها السعادة دائمًا، حتَّى لو أنه فاز بثلاثٍ منها، إذ تعرَّض للطرد في نهائي 2019 حين خسر باريس أمام رين بركلات الترجيح 5ـ6 بعد تعادلهما 2ـ2 في الوقتين الأصلي والإضافي، كما خرج مصابًا في الشوط الأول من النسخة التالية، التي فاز فيها فريقه على سانت إتيان 1ـ0.
وبخلاف بعض المباريات، يُقدِّم مبابي نفسه بقوةٍ في الأوقات المهمَّة، وسيكون نهائي الكأس أول مباراةٍ نهائيةٍ يلعبها منذ تلك التي سجَّل فيها ثلاثة أهداف أمام الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي في نهائي مونديال قطر 2022.