|


محمد المسحل
البطل.. مشروع
2024-05-25
الإنجاز في صناعة «الرياضة»، لا يمكن أن يأتي إلا بمراحل تراكمية، تبدأ بتأسيس الرياضي ومن ثم مرحلة اكتشافه، ثم مرحلة صقله، ومروره في المراحل التنافسية التي قد تنتج منه بطلاً من أبطال النخبة. ولذلك، لا يمكن أن يُجيّر نجاح العمل الرياضي أو حتى فشله، لجهة معينة أو لشخص معين، إلا في حالات نادرة جدًا.
ولكن، بوادر النجاح والفشل في مشاريع إنتاج النخب والأبطال الرياضيين، قد تتضح في النتائج قصيرة المدى التي يقوم بها بعض العالمين في سلسلة المراحل المذكورة أعلاه، وبالتالي، يمكن تدارك الحصول على مشروع فاشل، منذ وقت مبكر، وتعديل الوجهة، إمّا باختيار الأشخاص المناسبين، أو طرق العمل المناسبة، أو كلاهما.
فعلى سبيل المثال، للحصول على بطل يفوز بميدالية أولمبية في لعبة معينة، من البديهي أن يحصل ذات البطل على ميدالية آسيوية أو رقم آسيوي قوي، يضاهي فيه أبطال العالم الحاليين، وللحصول على ذلك البطل الآسيوي، يتطلب حصوله قبلها على ميدالية ذهبية على المستوى العربي، ويكتسح جميع منافسيه على المستوى الخليجي، ولكي يصل لذلك المستوى، يتطلب وجود خطة دقيقة، ذات مقارنات ومقاييس واضحة، يمكننا من خلالها الحكم على العاملين على «مشروع البطل» هذا، إن كانوا في الطريق الصحيح من عدمه.
ولذلك، من الضروري بمكان، أن يتحمل اتحاد اللعبة مسؤولياته فيما يخص مشاريع أبطاله! وذلك عن طريق تقديم خطته وشرحها بالتفصيل لجمعيته العمومية وللجنة الفنية المختصة في اللجنة الأولمبية، التي غالبًا ستعتمد له ميزانية مشاريعه في حال جدواها. ويكون هناك آلية تقييم ومتابعة مستمرة لهذه المشاريع. والتدخل الفوري والمباشر لتعديل مسارها في حال الانحراف أو بإيقافها وإلغائها في حال عدم تحقيقها للمستهدفات المرحلية المتفق عليها.
البطل، عبارة عن مشروع! وهذا المشروع جزء من استراتيجية شاملة للرياضة في أي بلد، والنظر للرياضيين المتميزين أو الأبطال على أنهم مجرد مواهب تبرز صدفة بسبب طفرة جينية، «وبالتوافيق»، هي صورة قد انتهت منذ عقود، ولم يتبقّ في هذا العصر إلا العمل على صناعة الأبطال كما يفعل روّاد هذا المجال حول العالم أجمع.