كان الموسم الأول للإنجليزي جود بيلينجهام بألوان فريق ريال مدريد الإسباني الأول لكرة القدم أكثر من رائعٍ، سواءً من ناحية الأداء، أو الأهداف، لكنْ مسك الختام سيكون، السبت، في نهائي دوري أبطال أوروبا حين يواجه زملاءه السابقين في بوروسيا دورتموند الألماني.
ويسعى ريال مدريد إلى إحراز ثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة في تاريخه الكبير حين يصطدم، السبت، على ملعب «ويمبلي» في لندن بفريق بيلينجهام السابق في «مباراةٍ كبيرةٍ جدًّا، مباراتي الأولى في نهائي دوري الأبطال، في بلدي إنجلترا ضد فريقي السابق»، وفق ما قال اللاعب الأسبوع الجاري، مضيفًا: «إنه أمرٌ جنوني، لم يكن في إمكاني أن أحلم بأفضل من ذلك».
واختير ابن الـ 20 عامًا، الأربعاء، أفضل لاعبٍ في الدوري الإسباني بعد أدَّى دورًا رئيسًا في قيادة الريال إلى استعادة اللقب من غريمه برشلونة بتسجيل 19 هدفًا، إضافة إلى أربعة أهدافٍ في دوري أبطال أوروبا، مسهمًا في وصول النادي الملكي إلى النهائي الـ 18 في تاريخه، على أمل الفوز باللقب للمرة الـ 15.
عندما وصل إلى ريال، الصيف الماضي، كشف الإنجليزي عن حبه للاعب للفرنسي زين الدين زيدان، حتى إنه أخذ القميص رقم خمسة الذي ارتداه «زيزو» تكريمًا لبطل مونديال 1998.
لكنَّ الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال، كانت لديه رؤيةٌ مختلفةٌ بشأن الوافد الجديد، إذ وضعه في المركز الذي بات شاغرًا بعد رحيل المهاجم الفرنسي كريم بنزيما إلى الدوري السعودي.
وكان المدرب الفذُّ مصيبًا في قراره، حيث تألق بيلينجهام في مركزه الجديد بتسجيل 13 هدفًا في أول 13 مباراةً له، ما جعله المعشوق الجديد لجماهير النادي الملكي، التي ارتأت أن أغنية فرقة البيتلز «هاي جود» تليق به تمامًا.
وفي أول ظهورٍ له فيما يسمَّى «كلاسيكو الأرض» ضد برشلونة، سجل اللاعب ثنائيةً على ملعب الغريم الكاتالوني خلال المرحلة الـ 11 من الدوري، ليقود فريق أنشيلوتي للانتصار 2ـ1 بهدفٍ قاتلٍ في الوقت بدل الضائع.
ولدى سؤاله عمَّا إذا كان يتوقع هذا النوع من الدور المؤثر، أجاب بيلينجهام: «جئت إلى هنا متوقعًا الفوز. جئت إلى هنا لأني أردت الفوز. توقُّع ذلك يبدو فيه شيءٌ من الجشع، لكن عليك أن تكون واثقًا عندما تلعب مع عديد من اللاعبين العظماء».
وبتسجيله هدفًا قاتلًا آخر في لقاء الإياب ضد برشلونة في مدريد «3ـ2»، وثلاثة أهدافٍ في مباراتين ضد مفاجأة الموسم جيرونا، الذي كان يقارع الريال فترةً طويلةً على الصدارة، كان الإنجليزي على الموعد.
لكنَّ وتيرته التهديفية تباطأت حين كلَّفه أنشيلوتي بمزيدٍ من المسؤوليات الدفاعية بعد الخسارة أمام الجار أتلتيكو مدريد، وهي الهزيمة الوحيدة للريال في الموسم على صعيد الدوري المحلي، في حين وصل إلى نهائي دوري الأبطال دون أي خسارةٍ.
وعن تجربته مع الريال حتى الآن، قال بيلينجهام: «ما شاهدتموه مني العام الجاري، هو الكثير من الأدوار والمراكز المختلفة».
وكانت هناك بعض المخاوف بشأن لياقته قرب نهاية الموسم بعد تعرُّضه لإصابةٍ في الكاحل، لكنه يقول: إنه «قريب جدًّا» من قمة وضعه البدني بعد حصوله على الراحة نتيجة فوز الريال بلقب الدوري قبل الوصول إلى نهاية الموسم.
وانضم اللاعب إلى دورتموند حين كان في الـ 17 من عمره قادمًا من برمنجهام سيتي، حيث كان أصغر لاعبٍ في تاريخ الفريق الإنجليزي، الذي سحب الرقم 22 تكريمًا له.
وفي بادئ الأمر، وجد بيلينجهام نفسه خلف مواطنه جيدون سانشو، والهداف النرويجي إرلينج هالاند في تراتبية النجومية في دورتموند، لكنه تمكَّن من إثبات نفسه بوصفه لاعبًا أساسيًّا بموسمه الأول في ألمانيا.
وأثنى إدين ترزيتش، مدرب دورتموند، بنضج بيلينجهام قائلًا: «لا أصدق أنه يبلغ من العمر 17 عامًا فقط».
وقبل موسمه الأخير في دورتموند، انضم الإنجليزي إلى لائحة قادة دورتموند إلى جانب ماركو رويس، وماتس هوميلز.
وارتدى الشارة ضد كولن في أكتوبر 2022، ليصبح بـ 19 عامًا أصغر قائدٍ في تاريخ الدوري الألماني.
وأثبت بيلينجهام نفسه موهبةً عالميةً في كأس العالم 2022، حيث قاد إنجلترا إلى الدور ربع النهائي، وكان قاب قوسين أو أدنى من قيادة دورتموند إلى لقب الدوري المحلي الموسم الماضي قبل أن يخسر المعركة في المرحلة الأخيرة بفارق الأهداف عن بايرن ميونيخ نتيجة التعادل في المرحلة الختامية، دون أن يمنعه ذلك من نيل جائزة أفضل لاعبٍ في الموسم.
وبعد أسبوعين، انضم بيلينجهام إلى ريال مدريد مقابل 103 ملايين يورو.
وقبل أيامٍ من المواجهة المرتقبة مع دورتموند، تحدث كريم أديمي عن زميله السابق في الفريق الألماني قائلًا: «إنه يلعب كرةَ قدمٍ ناضجةً على الرغم من أنه صغير جدًّا». فيما ذكر زميله السابق الآخر إيمري تشان: «سعيدٌ جدًّا من أجل جود، لقد لعب موسمًا رائعًا». وحذَّر: «لكن على أرض الملعب نفكر فقط في الفوز من أجل نادينا».
وسيكون الريال المرشَّح الأوفر حظًّا، أقله على الورق، وإذا فاز باللقب للمرة الـ 15، فسيكون الهدف التالي لبيلينجهام الفوز بكأس أوروبا، المقرَّرة الصيف الجاري في ألمانيا.