|


طلال الحمود
دمعة رونالدو وحقوق البث
2024-06-01
استأثرت دموع البرتغالي كريستيانو رونالدو، عقب خسارة فريقه النصر في نهائي بطولة كأس الملك، باهتمام منصات الإعلام العالمية ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بدرجة قادت من لم يشاهدوا المباراة المثيرة إلى البحث عن تسجيل لها من أجل معرفة تفاصيل الليلة التي ذرف فيها «الدون» دموعه كما لم يذرفها من قبل.
ويحسب لدموع رونالدو أنها منحت المناسبة ما تستحقه من انتشار عالمي، بعدما تصدرت صورته مواقع الصحف ونشرات الأخبار في كل مكان، خاصة مع فشل الجهة مالكة الحقوق في تسويق المناسبة ومخالفتها التوجيه بمنح القنوات الراغبة في نقل النهائي الحقوق بالمجان، حين قامت بفرض إعلانات تجارية ضمن الصورة الواردة من المصدر، بطريقة جعلت الحصول على الحقوق المجانية مرهون بعرض المباراة مع إعلانات لمحلات الصرافة ومكاتب التأمين ومطاعم البروستد والمعصوب والعريكة، وهذا يعني عدم المجانية بهدف تحقيق أرباح من منتج غير مخصص للبيع.
ومع أن النهائي الحلم كان متاحًا أمام المحطات التلفزيونية لبثه بالمجان حول العالم، إلا أن بعضها لم يتمكن من عرض المباراة بسبب الإعلانات التي رافقت الصورة الواردة من المصدر، وبطريقة غير مسبوقة فاجأت القنوات التي كانت تنتظر التقاط شارة البث «النقية» لبدء تغطيتها، ما جعل بعض المنصات تبث المباراة مرغمة للوفاء بالتزامها نحو المشاهدين بعد التنويه عن عرض النهائي، بينما لم تتمكن منصات أخرى من نقل الحدث المهم بسبب ارتباطها بعقود رعاية إعلانية مع شركات تمنع ظهور دعاية لمنتجات غير منتجاتها.
ويبدو أن هناك من يعمل على حصد الأرباح من «المناسبات المجانية» حتى لو تسببت ممارساته في منع وصول هذه اللقطات الحية إلى العالم، وحجب مناسبة كبرى تحمل صورة رائعة لواقع السعودية ومنافسات كرة القدم فيها، وتبرهن حاضرها المشرق من خلال مناسبة يحتدم فيها الصراع بين أهم نجوم اللعبة للفوز وتسلم الكأس من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أحد أهم القادة المؤثرين في العالم، وصاحب الرؤية التي باتت حديث الكون في مجالات السياسة والاقتصاد والبيئة والتقنية والرياضة.