|


عمار بوقس
خدعتني بحبها
2024-06-09
بعد النهائي الأخير الذي ارتقى فيه ذلك الزعيم من رتبة جنرال إلى مرتبة مشير على حساب الأصفر المارد الخطير هدأت المنافسات الكروية ولم يعد لها صوت أو صفير لذلك قررت أن أحذو حذو الكاتب الكبير الزميل أحمد الحامد وأتحدث عن عجائب الدنيا وما فيها من دروس لصاحب العقل المستنير، وعن أحوال الناس وما يلفظونه من شهيق وزفير وأروي لكم قصة تلك التي خدعتني بحبها لعلكم تستوعبون ذلك الدرس الكبير.
جميلة براقة لامعة، أخاذة عيونها الساحرة، تسلب ألباب الناس، لها أنفاس سرقت مني أغلى الأنفاس، فلما ظننت أنني ذلك الرجل شديد البأس سقتني من حلوها ومرها الكأس تلو الكأس حتى خررت صريعًا ولم يعد هناك لي ناصر أو نصير بين الناس عندها أيقنت لا محالة أنها بكل اختصار خدعتني بحبها.
عندما تضحك وتبسط لك ذراعيها فاعلم أنها قطعًا ستبكيك حتى تجف دموع عينيك، وعندما تفيض عيناها بالدموع فإنك حتمًا ستضحك من السعادة وسيظل الأمر سجالًا بينك وبينها حتى تكتشف كما اكتشفت أنا أنها بكل اختصار خدعتني بحبها.
عندما تهرع إليها تشيح بوجهها عنك، وعندما تهرب منها تركض لاهثة خلفك، وعندما تقسو عليها تذوب كالحمل الوديع بين أحضانك وعندما تشعر أنك تمكنت منها إذا بها تلتف حول رقبتك كالأفعى لتعتصرها بشدة حتى توشك على الهلاك ولكن هيهات هيهات فموتك بالنسبة لها رحمة لذلك تراها تطلق سراحك لتنتقل من عذاب إلى عذاب، عندها فقط ستردد بكل اختصار خدعتني بحبها.
قبل ما يقارب خمسة عقود كتب جدي ـ رحمه الله ـ كتابًا بعنوان خدعتني بحبها ورغم سؤالي المستمر له عنها إلا أنه لم يكشف لي عن هويتها لكنه أكد لي أنني سأعرفها يومًا ما، وبالفعل لقد التقيتها وليتني لم ألتقها، لقد أحببتها وليتني ما عرفت حبها، لقد عشقتها وليتني لم أعشقها لأنها بكل اختصار خدعتني بحبها.