الدنمارك.. يكتب قصة بطل توج بالصدفة
حقق منتخب الدنمارك الأول لكرة القدم لقب كأس الأمم الأوروبية لعام 1992، على الرغم من أنه لم يكن من المتأهلين من الأساس إلى البطولة، في واقعة لا تتكرر كثيرًا، إلا أن هذا الأمر حدث فعليًا في ظل ظروف غير اعتيادية أو تقليدية.
وفشلت الدنمارك في التأهل إلى نهائيات يورو 92، بعد حلولها في المركز الثاني بالمجموعة الرابعة في التصفيات المؤهلة، إذ حصدت 13 نقطة خلف المتصدر منتخب يوغسلافيا، الذي حصد 14 نقطة في المركز الأول.
وجاءت المفاجأة الكبرى باستبعاد يوغسلافيا من لعب نهائيات يورو 92، بسبب الحرب الأهليّة التي اندلعت في البلاد، لذلك قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم منعها من المشاركة في أي بطولة قارية أو دولية، ليتأهل منتخب الدنمارك صاحب المركز الثاني في المجموعة بالتصفيات إلى النهائيات بشكل رسمي، وذلك قبل بدء المباريات بنحو أسبوعين فقط.
ووقع المنتخب الدنماركي في المجموعة الأولى التي ضمت إلى جانبه السويد، إنجلترا، وفرنسا، فيما عرف إعلاميًا بمجموعة الموت، إذ توقع أغلب المتابعون خروج الفريق مبكرًا من مرحلة المجموعات.
وعكس التوقعات السابقة، تعادلت الدنمارك في اللقاء الأول أمام منتخب إنجلترا دون أهداف، فيما خسرت المباراة الثانية أمام السويد بنتيجة 0-1، قبل أن تحقق المفاجأة بالفوز على فرنسا في اللقاء الثاني بنتيجة 2-1، بفضل هدفي الثنائي لارسون وإلستروب، لتتأهل في المركز الثاني خلف المتصدر السويد.
وواجه منتخب الدنمارك خصمه منتخب هولندا حامل لقب يورو 88 في نصف النهائي، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2، حيث سجل لارسون هدفي منتخب بلاده، الذي فاز فيما بعد بنتيجة 5-4 بركلات الجزاء الترجيحية.
ولم تتوقف المغامرة الدنماركية في النهائي، حيث نجح الفريق في الفوز على منتخب ألمانيا بنتيجة 2-0، بعد التقدم أولًا في النتيجة بفضل هدف جون بينسن، قبل أن يضيف كيم فيلفورت الهدف الثاني ويُنهي المباراة تمامًا.
هذا وتحول منتخب الدنمارك في تلك النسخة إلى بطل استثنائي بعد أن كان خارج البطولة تمامًا، بفضل تألق لاعبيه وانتصاراتهم، إضافة إلى قرار المسؤولين باستبعاد منتخب يوغسلافيا من اللعب، ليشارك الفريق الدنماركي بدلًا منه ويحقق المفاجأة الكبيرة.