ميسي يجهز الرقصة الأخيرة في كوبا أمريكا
يستعد النجم المخضرم ليونيل ميسي، قائد منتخب الأرجنتين الأول لكرة القدم، لظهوره، ربما الأخير، في بطولة كوبا أمريكا، الصيف الجاري، في الولايات المتحدة الأمريكية.
وحقق ميسي، البالغ من العمر 37 عامًا، جميع أحلامه مع منتخب بلاده في الأعوام الأخيرة، ليكافأ بعد معاناة عنيفة على مدار مسيرته الطويلة بقميص
«التانجو»، التي بدأت في عام 2005، تحت قيادة المدرب خوسيه بيكرمان.
ولعب نجم برشلونة، وباريس سان جيرمان، السابق، 181 مباراة دولية بقميص الأرجنتين، سجل خلالها 106 أهداف.
ومرّ ميسي بمحطات كروية كبرى مع الأرجنتين، حيث ظهر في خمس نسخ لكأس العالم، بدءًا من مونديال ألمانيا 2006، وجنوب إفريقيا 2010، والبرازيل 2014، وروسيا 2018، وأخيرًا قطر 2022، وأحرز خلالها 13 هدفًا في 26 مباراة.
كما يستعد القائد الحالي لمنتخب الأرجنتين لظهوره السابع في كوبا أمريكا بعد ست مشاركات سابقة في 2007 و2011 و2015 و2016 و2019 و2021، وأحرز خلالها 13 هدفًا في 34 مباراة.
وعاش ليونيل ميسي لحظات قاسية للغاية بعد خسارة ثلاثة نهائيات متتالية في مونديال 2014 أمام ألمانيا، ثم كوبا أمريكا 2015 و2016 أمام تشيلي، وقبل ذلك خسارة نهائي كوبا أمريكا في عام 2007.
وتعرض ليونيل ميسي لانتقادات عنيفة للغاية دفعته إلى الانهيار نفسيًا أحيانًا، وفي أوقات أخرى بكى بحرقة داخل أرض الملعب حزنًا على المجد الضائع، في ظل مقارنة مستمرة بين إخفاقاته مع منتخب بلاده مقابل إنجازاته الخارقة مع فريقه برشلونة الإسباني.
وبنى ميسي إرثًا كبيرًا مع الفريق الكاتالوني بالفوز بكل البطولات الممكنة على مدار أكثر من 15 عامًا حتى رحيله في صيف 2021، لينتقل إلى باريس سان جيرمان.
وبفضل إنجازاته مع برشلونة، فاز ليونيل ميسي بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات، في أعوام 2009 و2010 و2011 و2012 و2015، دون أي إنجاز يذكر مع المنتخب الأرجنتيني.
لكن تبدل الحال مع ليونيل ميسي كثيرًا، منذ صيف 2021، عندما رفع كأس كوبا أمريكا، بعد الفوز على البرازيل، مستضيفة البطولة، في المباراة النهائية،
ليرفع أول كأس مع منتخب بلاده، وبعدها بأشهر قليلة توج منتخب الأرجنتيني بكأس «فيناليسما»، بعد الفوز على نظيره الإيطالي، بطل أوروبا، بثلاثية دون
رد على ملعب ويمبلي في لندن العاصمة البريطانية.
ومنح الإنجازان ليونيل ميسي جائزة الكرة الذهبية مجددًا في 2021، قبل أن يحقق في 18 ديسمبر 2022 أهم لقب في مسيرته، بعدما رفع كأس العالم بملعب لوسيل في الدوحة العاصمة القطرية بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح في المباراة النهائية، بعد مواجهة مثيرة، وتحدٍ مباشر ضد كيليان مبابي، زميله في باريس سان جيرمان، وانتهى بالتعادل 3ـ3 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وفاز ميسي مجددًا بجائزتي «الكرة الذهبية»، و«أفضل لاعب» في العالم عامي 2022 و2023، وفاجأ الجميع باستمراره، وعدم الاعتزال، ولكنه قرر أن يبتعد عن الضغوط بإنهاء مسيرته في الملاعب الأوروبية لينتقل إلى إنتر ميامي الأمريكي بصفقة انتقال حر في صيف العام الماضي.
ولمزيد من الراحة النفسية والذهنية أقنع ميسي زملاءه السابقين في صفوف برشلونة بالسير على خطاه، حيث انضم الثلاثي سيرجيو بوسكيتس، وجوردي ألبا، ثم لويس سواريز، إلى صفوف النادي الأمريكي.
وللمرة الأولى، وربما تكون الأخيرة، سيخوض ليونيل ميسي منافسة مع منتخب بلاده، وهو حامل للقب، في ظل عدم تأكيد مصيره أو فرصه في المشاركة بالنسخة المقبلة لكأس العالم 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك.
ويستعد ميسي ورفاقه لاختبارات متدرجة القوة في المجموعة الأولى لكوبا أمريكا 2024، حيث يستهل المشوار بمواجهة كندا يوم 21 يونيو، ثم يلاقي تشيلي وبيرو يومي 25 و29 في الجولتين الثانية والثالثة.