|


تركي السهلي
نسيج أصفر
2024-06-17
أولى خطوات الإدارة النصراوية الجديدة، يجب أن تكون إعادة حياكة النسيج الأصفر، بما لا تكون الخيوط مُجرَّد سلسلةٍ للربط. الأمر أعقد ممَّا يتخيَّل النصراوي ذاته في تركيبة نصره الجديد.
لسنوات طِوالٍ، ظنَّ الأصفر أن المُعادلة ترتكز على التجهيز الفنّي، والعمل المنضبط داخليًّا، وعلى الرغم من أهميّة كُل ذلك إلا أن النصراوي غفل عن حرب الأطراف الأقوى، وصناعة التأثير في معقل صناعة القرار. هذه معركة النصر التي يجب أن يخوضها الآن، دون أن يُهمل الجوانب الأخرى.
في الموسم الماضي، كُسرت عِظام مسلّي آل معمّر، وعمد المُمسِك بالأمور إلى تفريق المجموعة النصراوية، وتمّ تصعيد شخصٍ على حساب منظومةٍ، فحصل التمزيق والإضعاف النهائي.
اليوم، ماذا يُريد النصراوي من المسؤول، ومن مَن سيكون رئيسًا لناديه، في ظلّ صراع ميولٍ، وتداخل أكثر من جهةٍ في تمكين الإدارات؟
إنّ النصر ليس واقعًا في مُشكلة المال، فالخير كثيرٌ، وليس لديه فراغٌ في التشكيل الهيكلي، فالتزكية حاصلةٌ لإبراهيم المُهيدب ومجموعته، لكنَّ الأذى الحقيقي الذي لابدَّ أن يبعده أي أصفر عن أصفره في المرحلة المُقبلة، هو قطع دابر التفريق والمُفرّق.
لقد غرق النصراويون منذ فترةٍ في تثبيت الميول للأسماء الداخلة في العمل، وهذه ليست مُشكلةً طالما أنّ التنظيم أعلى من الأفراد، وتناسوا أنّ الولوج إلى المكاتب الخارجية، هو الهدف الأكبر، على اعتبار أن المُنافس، لا يتحرَّك إلا ببوصلة لونٍ في الاتكاء على أسماءٍ لديها ميلٍ لتصويب اتجاهه نحو الهدف الذي يُريد.
إنّ أي مسؤولٍ في وزارة الرياضة، أو الاتحاد السعودي لكرة القدم، أو رابطة دوري المحترفين أمامه موسمٌ مختلفٌ من حيث الفهم العام للمتابعة، وارتفاع حدّة الرأي العام، وأن أي مُحاولةٍ لرسم لونٍ على حساب لونٍ آخر، سيعني رفع المشروع إلى مستوياتٍ أعلى، وكشف الأسماء دون تردُّدٍ.
إن استرجاع النصراوي للطريقة القديمة في إطلاق السهام في حدود مبناه لكارثة جديدة، لن يسلم منها النادي، وأنَّ الواجب الأكبر على كل نصراوي أن يذهب بنظره بعيدًا إلى حيث يكون كرسي، ودوائر مغلقة، ويكون الهدف. لقد تعب النصراوي من رمي ذاته.