على الرغم من تاريخه العريض كلاعب استثنائي لا يتكرر مع منتخب الأرجنتين الأول لكرة القدم، وتحقيقه بطولة كأس العالم عام 1986، إلا أن الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا لم يحقق أبدًا طوال مسيرته لقب بطولة كوبا أمريكا، حتى اعتزاله اللعب الدولي نهائيًا عام 1994.
وكان مارادونا النجم الأبرز والأهم في مونديال المكسيك، وقاد الأرجنتين إلى المجد العالمي بالفوز في النهائي على ألمانيا بنتيجة 3-2، وحصوله على جائزة أفضل لاعبي البطولة التي كتبها الجمهور باسمه فيما بعد، بسبب تألقه اللافت وأهدافه التي لا تُنسى في تلك النسخة.
وتوج دييجو ببطولة أخرى مع الأرجنتين وهي كأس الأبطال كونميبول–يويفا، عام 1993، بعد الفوز في المباراة النهائية على منتخب الدنمارك بطل أوروبا بركلات الترجيح بنتيجة 5-4.
ولعب مارادونا 3 بطولات كوبا أمريكا مع منتخب الأرجنتين، أعوام 1979، 1987، و1989، إلا أن منتخب بلاده لم يتوج بأي نسخة تحت قيادته، إذ خرج من مرحلة المجموعات في نسخة 1979، وحقق المركز الرابع عام 1987 بعد الخسارة في نصف النهائي ومباراة تحديد المركز الثالث، فيما حل ثالثًا في مرحلة المجموعات النهائية عام 1989.
وخاض دييجو 12 مباراة طوال تاريخيه في بطولة كوبا أمريكا، سجل خلالها 4 أهداف فقط وصنع هدفًا واحدًا، ليفشل في قيادة منتخب الأرجنتين نحو اللقب القاري في أمريكا الجنوبية.
في المقابل، سار النجم ليونيل ميسي على خطى أسطورته مارادونا لعدة أعوام، مع فشله المتكرر في الفوز ببطولة كوبا أمريكا مع منتخب الأرجنتين، حتى نجح أخيرًا في التتويج باللقب عام 2021 في البرازيل.
وقدم المنتخب الأرجنتيني نسخة لا تُنسى عام 2021، حين تصدر مجموعته الأولى في الدور الأول برصيد 10 نقاط من 3 انتصارات وتعادل واحد، قبل أن يفوز في ربع النهائي على باراجواي بثلاثية نظيفة، وبعدها انتصر على كولومبيا بركلات الترجيح، بعد انتهاء اللقاء بالتعادل الإيجابي 1-1.
وكسر ميسي نحسه الدولي الذي لازمه طويلًا مع الأرجنتين، ليتوج باللقب على ملعب ماراكانا الشهير في البرازيل، بعد الفوز على الفريق البرازيلي بنتيجة 1-0، ليصل المنتخب الأرجنتيني إلى لقبه القاري رقم 15 في بطولة كوبا أمريكا.
وحقق ليونيل ميسي جائزة أفضل لاعب في بطولة كوبا أمريكا 2021 بعد تألقه اللافت، كما حصد جائزة الهداف بالتساوي مع الكولومبي لويس دياز، ولكل منهما 4 أهداف.
هذا وواصل ميسي انطلاقته الدولية بعد الفوز بكوبا أمريكا 2021، ليحقق لقب كأس الأبطال كونميبول–يويفا بالفوز على إيطاليا بطل أوروبا في النهائي بثلاثية، وبعدها توج باللقب الأهم في مسيرته على الإطلاق، بالفوز بنهائيات كأس العالم 2022 في قطر، وكأن كوبا أمريكا 2021 كانت الحل الأمثل لإنهاء مسيرته بأفضل طريقة ممكنة.