|


مازولا.. عبقري السلة الشاب على طريقة جوارديولا

جو مازولا مدرب فريق بوسطن سلتيكس الأول لكرة السلة، الثلاثاء، رافعّا كأس نهائي الدوري الاميركي للمحترفين "NBA". (الفرنسية)
لوس أنجليس ـ الفرنسية 2024.06.18 | 03:20 pm

في غضون موسمين، تحوّل الشاب جو مازولا، مدرب فريق بوسطن سلتيكس الأول لكرة السلة، من شخص مجهول لدى عشاق اللعبة إلى بطل الدوري الأمريكي للمحترفين «NBA»، وهو انتصار لابن الـ 35 عامًا، الذي يعشق دراسة النظريات، والأفكار، والأساليب الكروية لبيب جوارديولا، مدرّب كرة القدم الإسباني.
«مازولا عبقري كرة السلة»، هكذا وصف ديريك وايت، صانع اللعب، مدربه بعد المباراة الثالثة من سلسلة النهائي، التي حسمها سلتيكس بمواجهة دالاس مافريكس 4ـ1، الثلاثاء.
وقبل بلوغه سن الـ 36 عامًا في 30 يونيو الجاري، تمكّن مازولا من بناء فريق عالي الجودة، سحق منافسيه في الدوري، بداية خلال الموسم المنتظم مع أفضل سجل برصيد 64 فوزًا، مقابل 18 هزيمة، ليتربع على صدارة المنطقة الشرقية، ثم خلال الأدوار الإقصائية «بلاي أوف» محققًا 16 انتصارًا، مقابل ثلاث هزائم فقط.
بات اللاعب السابق في جامعة فرجينيا الغربية، الذي انتقل إلى عالم التدريب فور تخرجه من الكلية عام 2011، ثاني أصغر مدرّب يتوج بطلًا في التاريخ، أكثر بأشهر قليلة من الأسطورة بيل راسل، الذي نال هذا الشرف لاعبًا ومدربًا مع سلتيكس أيضًا في عام 1967.
وفاجأ النادي التاريخي لولاية ماساشوستس، في خريف عام 2022، جماهيره بمنح الثقة لهذا الشاب، الذي انضم إلى طاقم الفريق مساعد مدرب في عام 2019، حين تمت الإطاحة بإيمي أودوكا، المدرب النيجيري الأصل، الذي قاده إلى نهائيات «NBA» عام 2022، حين خسر أمام جولدن ستايت ووريرز.
وبعد تثبيته في منصبه مدرّبًا رئيسًا إثر بضعة أشهر من وصوله إلى النادي، فرض مازولا رؤية لعبه وأساليب تدريب جديدة، ونالت هذه الخطوات استحسان لاعبيه، حتى أكبرهم سنًّا وأبرزهم آل هورفورد، الذي يكبر مدربه بعامين.
أوضح مازولا لموقع «ذي أثلتيك» في بداية العام، أن الجزء المفضّل لديّه من العمل هو رؤية أسلوب اللعب بعين الفنان، من خلال إعطاء اللاعبين لوحة بيضاء مليئة بالاحتمالات، ليكتشفوها معًا.
يُبدي هذا المدرّب، الذي يدرس مفاهيم كرة السلة، إعجابه بأفكار عظيم آخر في الرياضة العالمية، وهو الإسباني جوارديولا، الذي حقق إنجازات مدوية مع برشلونة، وبايرن ميونيخ الألماني، وأخيرًا مانشستر سيتي الإنجليزي منذ عام 2016، الذي تابع من أرض ملعب «تي دي جاردن» المباراة الأولى في السلسلة النهائية.
وقال مازولا: «أدرس مانشستر سيتي وبيب كثيرًا، وأعتقد أنه أفضل مدرب في العالم، في كافة الألعاب الرياضية، وعلى جميع المستويات، يملك تأثيرًا كبيرًا عليّ، لقد طوّرنا علاقة رائعة، أتمنى أن أقول إننا نجعل بعضنا بعضًا أفضل، لقد ساعدني كثيرًا في إدارة المساحات داخل الملعب».
وبسبب عشقه لسيتي وجوارديولا، زار مازولا مدينة مانشستر، فبراير الماضي، لتبادل الأفكار والقمصان.
وظهر المدرب الأمريكي في شريط مصوّر، عرضه النادي الإنجليزي، وهو يتحدّث لمجموعة صغيرة من لاعبي سيتي، ضمّت البرتغالي روبن دياش، والبلجيكي جيريمي دوكو، والهولندي نايثن أكيه، وفيل فودن، على هامش حصّة تدريبية، قائلًا:«نحن ندرس أساليب لعبكم، وكيفية نقل الكرة، والطريقة التي تدافعون بها عن هذه النقطة، كرة القدم وكرة السلة متشابهتان من وجهة نظر تكتيكية، عليك أن تتعلّم كيفية خلق ميزة».
مرتديًا قميصًا أسود وبعينين داكنتين، يدافع مازولا طوال المؤتمرات الصحافية عن أسلوب لعب يعتمد على نقل الكرة باستمرار من الدفاع إلى الهجوم، بالتزامن مع سرعة فائقة ومن دون أي علامات توقف.
ومن أجل نقل مبادئه وتكرارها للاعبين، يحاول المدرب، الذي مرّ عبر جامعات ولاية جلينفيل وفيرمونت والدوري الثانوي الرسمي «جي» مع فريق ماين ريد كلوز، مفاجأة هؤلاء المحترفين، الذين يلعبون نحو 100 مباراة سنويًا.
ويصف بايتون بريتشارد، لاعب بوسطن سيلتكس، مدربة، ضاحكًا، بقوله: «يتحدّث إلينا عن كرة القدم، وأيضًا عن صائدي الحيتان القدامى، وعن طريقتهم في العثور على فرائسهم، ويربط ذلك بكرة السلة، إنه أمر فريد تمامًا».
مهووسًا بالاسترخاء المميت للفرق التي تتقدّم بفارق كبير، يبث مازولا للاعبيه مقتطفات من معارك الفنون القتالية المختلطة، التي ينتهي في إحداها مقاتل على شفير الانهيار بإسقاط منافسه، الذي بات مسترخيًا بسبب تفوّقه.
وأكثر مثال على ذلك، المباراة الثالثة أمام مافريكس، حين كاد سلتيكس أن يفرّط بتقدمه بفارق 21 نقطة في خمس دقائق.
وتحدث ديريك وايت، نجم سيلتكس، مبتسمًا، عمّا حدث في تلك المباراة: «مازولا يهاجمنا، ربما يكون سعيدًا بما حدث لنا حتى يتمكن من الاستمرار في توجيه الضربات إلينا، إنه مجنون، ربما شعر بالتقدير لعودة مافريكس».
من أجل هذا العشق لكرة السلة كان مازولا على حق، كما أثبت قيادته سلتيكس لإحراز لقبه الأوّل منذ عام 2008، والـ 18 في تاريخه، لينفرد بالرقم القياسي، الذي كان يتقاسمه مع لوس أنجليس ليكرز، غريمه التاريخي.