كانتي.. الانطلاقة الأفضل في الرحلة الثالثة
شكّل الفرنسي نجولو كانتي، لاعب فريق الاتحاد الأول لكرة القدم، ما يمكن وصفه بالمفاجأة الإيجابية الأكبر في منافسات «يورو 2024»، فاللاعب الذي غادر الملاعب الأوروبية، الصيف الماضي، وخاض معارك طويلة مع الإصابات، وغاب عن 24 مباراة دولية لمنتخب بلاده منذ يونيو 2022، استرد مكانه الأساسي مع الديوك، لا بل كان العنصر الأكثر تأثيرًا وتألقًا في تشكيلة المدرب ديدييه ديشامب، ليحظى بأفضل انطلاقاته الشخصية في نهائيات اليورو، ضمن تجربته الثالثة على المسرح القاري، بعد نسختيْ 2016 و2020.
ووصل كانتي، الجمعة، إلى مباراته رقم 10 في اليورو، إذ لعب أربع مباريات بنهائيات 2016، ومثلها في نسخة 2020، قبل مشاركته أمام النمسا وهولندا بالنسخة الحالية، مع مفارقة تثبت أهمية الدور الذي يلعبه، واستعادته لمستوياته العالية، فهو لم يحصل على جائزة لاعب المباراة في أي من المباريات في مشاركاته السابقة، لكنه اختير نجمًا للمواجهتيْن أمام النمسا وهولندا، بالجولتيْن الأولى والثانية العام الجاري.
وبدأت حكاية كانتي مع اليورو في نهائيات 2016 على الأراضي الفرنسية، إذ لعب أساسيًا بالجولتيْن الأولى والثانية من دور المجموعات أمام رومانيا وألبانيا، ثم تركه ديشامب على الدكة أمام سويسرا في الثالثة، قبل أن يبدأ مباراة إيرلندا أساسيًا بثمن النهائي، لكن ديشامب استبدله بين الشوطين، إذ اضطر لاستخدام أوراق هجومية، بعد تأخر فرنسا بالنتيجة، وغاب عن مباراة آيسلندا في ربع النهائي، بداعي تراكم البطاقات، وخسر مقعده الأساسي في الأدوار النهائية، إذ لعب بديلًا لمدة 19 دقيقة أمام ألمانيا في نصف النهائي، قبل أن يبقى على الدكة طوال الدقائق الـ 120 أمام البرتغال بالنهائي، أي في المباراة التي خسرها الفرنسيون بعد التمديد.
وكان كانتي ورقة ثابتة في حسابات ديشامب خلال نسخة 2020، فلعب كافة الدقائق الممكنة، عبر مشاركته أمام ألمانيا والمجر والبرتغال بدور المجموعات، ومشاركته لـ 120 دقيقة أمام سويسرا في ثمن النهائي، لكن التجربة الفرنسية ككل لم تكن ناجحة، بعد فوز وتعادلين بدور المجموعات، وخسارة أمام سويسرا في ثمن النهائي، دون أن يكون كانتي ضمن المنفذين لركلات الترجيح في تلك المواجهة.
وعاد كانتي من بعيد ليفرض نفسه في حسابات ديشامب بالنسخة الحالية، فهو غاب عن 24 مباراة دولية بين يونيو 2022 ويونيو 2024، بداعي الإصابات، أو عدم الاستدعاء، كما توقع الكثيرون أن انتقاله إلى الاتحاد سيقلل من حظوظه الدولية، إضافة إلى عوامل الإصابات والتقدم في السن، لكن كانتي دحض هذه المعادلة، وعاد إلى تشكيلة الديوك للمرة الأولى بعد مرور عاميْن، في التجريبيتين أمام لوكسمبورج وكندا قبل النهائيات، ولعب 180 دقيقة أمام النمسا وهولندا، وحصل على جائزة أفضل لاعب في المواجهتيْن، مسطّرًا انطلاقته الشخصية الأفضل بنهائيات اليورو، في رحلة يبحث فيها عن لقب مفقود، فهو تُوّج بجميع البطولات الكبرى في مسيرته، إن كان على مستوى الأندية أو المنتخب، باستثناء اليورو.