|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2024-06-25
* اتفقت مع نفسي أن أكتب ما يدعو للتفاؤل، وأبتعد عما يثير القلق، لكن العالم الذي نعيش مزيج من الاثنين، وحكاية الابتعاد عمّا يثير القلق أشبه بقول نصف الحقيقة. عمومًا سأحاول أن أكون النصف المتفائل وأترك مهمة النصف المثير للقلق لمن يفضلون ذلك، هم لم يقصروا بالأساس، والأخبار التي نقلوها عن احتمالية وقوع حرب عالمية ثالثة وصلت لكل مكان. قرأت تصريح رئيس الوزراء الهنغاري الذي قال فيه: غادر قطار الحرب المحطة قبل الأخيرة، والمحطة التالية هي المحطة الأخيرة!. الله يعطيك العافية، شكرًا وما قصرت، لكني ألوم عليك أنك كنت صريحًا أكثر من اللازم. أسأل الله ألّا تتوسع حرب روسيا وأوكرانيا وأن تتوقف كل الحروب في العالم. تعالوا إلى الجانب المشرق من العالم الذي نعيش، حيث الإنسان الذي يعيش مع ضميره الحي، مثلما يعيش مع أنفاسه ونظره وسمعه، الضمير يصنع أخلاق الإنسان. تجد أحدهم في هذا العالم لا يملك قوت يومه، ولا تمتد يده إلى ما ليس له، لأن ضميره حي، وتجد شبعان تمتد يده إلى ما لا حق له فيه، لأن ضميره خرج عن الخدمة. في هولندا يعيش أحد المشردين واسمه «هاجر علي» ربما هو واحد من ملايين ضحايا ما سمي بالربيع العربي، يعيش هاجر مشردًا من 18 شهرًا، بالكاد يحصل على قوت يومه، يجمع علب البلاستيك من القمامة ليحصل مقابلها على يوروهات معدودة. في إحدى المرات التي كان يصعد فيها القطار وجد محفظة، كان فيها أكثر من 2000 يورو، لكنها لم تكن تحتوي على أوراق ثبوتية، فأعادها لمركز الشرطة التي كافأته بجائزة «الإبهام الفضي» مع هدية قيمتها 50 يورو. هاجر علي يتمنى أن يعثروا على صاحب المحفظة، وأن يكون صاحب شركة ويمنحه وظيفة. كان بإمكان هاجر أخذ المبلغ وهو في ظروفه المالية الصعبة، لكنه يعلم بأن المال ليس له، وما ليس له لا يحق له أخذه، معيار هاجر علي الحلال والحرام، وما يجوز وما لا يجوز، معياره أن الإنسان بلا أمانة يصبح بلا قيمة.
* آخر الدراسات التي تمكنك من التعرف على الأشخاص النرجسيين أصبحت بين أيدينا، ومن خلال رسائل الواتس أب. تقول الدراسة إن الشخص النرجسي إذا ما بعث لك رسالة فإنه يريد منك أن تجيبه في نفس الوقت، ولا يتفهم أنك قد تكون مشغولاً، أو نائمًا، أو في اجتماع، الآن يعني الآن، لأنه يريدك أن تضعه في أولويات اهتماماتك. في المقابل هو يتأخر عن الرد على رسائل الآخرين، وقد يؤجل الرد إلى بعد عدة أيام، لكي يجعلك تتساءل عن سبب تأخره، هو كعادته يريدك أن تفكر فيه وأن يكون محط اهتمامك. في الحقيقة أنا أفعل ما يفعله النرجسي، لكن السبب مختلف جدًا، فعندما أبعث رسالة لأحد المقربين مني ولا أتلقى إجابة يتملكني القلق، هل هو بخير؟ وإذا لم يجب بعد ساعات أتواصل مع القريبين منه لأطمئن عليه. وسوَسة قديمة.. أنا من شيوخ الطريقة الوسواسيّة!.