|


ساوثجيت.. عصير المخلل و«الأسهم» والدراسة تزاحم مهمة التدريب

جاريث ساوثجيت مدرب منتخب إنجلترا الأول لكرة القدم (أرشيفية)
الرياض ـ الرياضية 2024.06.26 | 04:06 pm

ربما لم تخفق قلوب الإنجليز تجاه مدرب يقود منتخب بلادهم، مثل جاريث ساوثجيت، وتحديدًا في عام 2021 عندما بلغ نهائي كأس أمم أوروبا 2020، ولكنه خسر اللقب بركلات الحظ، وبعد أعوام بسيطة، بحلول 2024، تغير الكثير، وأصبح ساوثجيت في مرمى الانتقادات على الرغم من التأهل إلى الدور الثاني.
ساوثجيت، مدرب الغرائب، يتعامل دومًا مع لاعبيه خارج إطار كرة القدم، إذ يؤمن في كل حين بأن عالم المستديرة يخضع لأدق وأبسط التفاصيل خارج المستطيل الأخضر، ومن بين تلك التفاصيل، عصير المخلل، الذي وجّه المدرب به من أجل أن يساعد اللاعبين على الاستشفاء، وهو ما صرّح عنه وأتكينس، لاعب أستون فيلا، أنه من يمر بأصعب لحظاته عندما يحين وقت شرب هذا الاختراع، حتى وإن كان مفيدًا لبدنه.
ويعد عصير المخلل من أجود أنواع المشروبات، التي يُنصح بتناولها للرياضيين، ومن يبذلون مجهودات قصوى، كما هو حال لاعبي كرة القدم، وهو ما يحرص جاريث، مدرب منتخب الأسود الثلاثة عليه، ليعزز من الحالة البدنية لفريقه، وليس البدنية فقط، أيضًا فكر ساوث بحيل أخرى، ومنها الحالة الذهنية، وهنا بدأ بطرح تصوره الجديد.
في عام 2017، وبعد مشاورات مع طاقمه، والاطلاع على عدد من الدراسات، قرر المدرب البالغ 53 عامًا، فرض عادة على اللاعبين كافة خلال البطولات الرسمية، وعند مواجهة جهات الإعلام، كونه مؤمنًا بالدور المهم والبارز، الذي تجسده تلك الجهات اليوم، وتلك العادة تستوجب على كل لاعب، يخرج إلى المؤتمر الصحافي، دخول تحدٍ في لعبة الأسهم مع أحد الصحافيين، من أجل كسر الجمود بين اللاعب والإعلامي، وأيضًا التقارب بين الفريق والصحافة، لضمان الوصول إلى أعلى درجات الاستقرار والهدوء خلال المهمة الرسمية.
ساوثجيت، الذي يقود منتخب إنجلترا منذ 2016، عمل أيضًا على العديد من الحالات، ومحاولة تحسينها، مثل عناد ركلات الترجيح مع من الإنجليز، والعقد الكبيرة التي خلفتها على المنتخب والجماهير واللاعبين، فاستعان بمختصين في دراسة لعبة الحظ، وما اتضح أن الكثير من أساليب التسديد تعتمد على الهدوء والاستقرار النفسي.
كما أثبتت الدراسات أن لاعبي منتخب إنجلترا الأسرع على الإطلاق عبر تاريخ البطولات المجمعة في تسديد الكرات بعد صافرة الحكم للتصويب بواقع 0.27 جزء من الثانية، وبالتالي التسديد غالبًا دون تركيز وإهدار الكرات، وبعد أعوام من التوغل في الدراسة، حقق منتخب إنجلترا الفوز في كأس العالم 2018 على كولمبيا بدور الـ16 بركلات الترجيح، ولكن عاد للخسارة في 2020 خلال المباراة النهائية.



منذ ذلك الحين، ولاعبي واجب عليهم تسديد 3 كرات من علامة الجزاء قبل بداية كل مباراة، حيث خلصت دراسات الفريق الذي استعان به ساوثجيت إلى أن التصويبات 3 مرات على المرمى قبل صافرة البداية، تحفظ أسلوب التصويب في العقل الباطن.



بعد كل ذلك، أصبح ساوثجيت اليوم أمام تحدٍ جديد، وربما أنها أيامه الأصعب، حيث لا يقدم هاري كين ورفاقه الأداء المنشود في يورو 2024، على الرغم من الصعود إلى ثمن النهائي، بفوز صعب على صربيا، وتعادلين مع الدنمارك وسلوفينيا، وهو ما وجد ردود فعل غاضبة لما يملكه المنتخب من ترسانة نجوم في أندية الصف الأول أوروبيًا، إذ شن عددًا من اللاعبين السابقين هجومًا على المدرب، وبعض اللاعبين.



لاعبو الأسود الثلاثة أصبح لديهم الكثير من التفاصيل في معسكرهم، على رأسها السماح لعائلاتهم بالزيارة، وهو ما يجده بعض العناصر أمر لا يجب أن يكون ضمن معسكر بطولة مجمعة قصيرة، كما أشارت بعض الصحف إلى أن ساوث يدفع ثمن الزيارات بغضب العائلات بسبب عدم لعب بعض أبنائهم، وهو ما رفع من حدة التوتر بين اللاعبين.



المدرب ذاته، وافق على مقترح فريقه التدريبي بارتداء اللاعبين «الخاتم الذكي» الذي تشتهر النجمة الأمريكية كيم كارداشيان بارتدائه، وهو بمثابة حلقة تعقُّب إلكترونية، وتحمل الحلقة، التي تُنتجها شركة «أورا» الفنلندية المتخصّصة في صناعة المعدّات الطبية، مستشعرات تراقب اضطرابات النوم، ودرجة حرارة الجسم، ومعدّل التوتُّر، وصحّة القلب.



وفي النهاية الفرصة لا تزال متاحة لجاريث من أجل صناعة التاريخ، والفوز بكأس أوروبا، والذهاب بها إلى المنزل كما يقول الإنجليز في كل مرة.