|


جورجيا.. إنجاز يورو 2024 يخمد أزمة البلاد

جورجي مامارداشفيلي، حارس منتخب جورجيا الأول لكرة القدم يحتفل مع الجماهير بعد مواجهة البرتغال، الأربعاء (أسوشيتد برس)
الرياض ـ إبراهيم الحمدان 2024.06.27 | 06:58 pm

على الرغم من الأزمة الداخلية التي تعيشها دولة جورجيا في الوقت الراهن، بعد شد وجذب بين قرارات الحكومة واحتجاجات حاشدة في الشوارع من الشعب، كان رياضيو البلاد سببًا في فرح عارم عمّ جورجيا في أعقاب الإنجاز التاريخي لكفاراتسخيليا وزملائه خلال بطولة أمم أوروبا 2024، حيث نجح الجورجي في التأهل فقط من المحاولة الأولى تاريخيًا.
الأحد 30 يونيو، سيكون الموعد الأعظم رياضيًا لجورجيا، وفيه ستحتشد الدولة بأكملها لمشاهدة أبطالها وهم يقارعون إسبانيا أحد أبرز المنتخبات المرشحة للفوز باللقب في كولونيا عبر دور الـ16 من البطولة القارية التي تحتضنها ألمانيا.
الأحلام أصبحت أكبر، كيف لا، وجورجيا تنتصر بالطول والعرض على منتخب البرتغال أحد أهم المنتخبات المرشحة لنيل اللقب بهدفين دون رد، وبإظهارها قوة مفاجئة لم تترك مجالًا للاعبي أبطال نسخة 2016، وانتزاع بطاقة التأهل الأول تاريخيًا.
دولة جورجيا التي تنازع للبقاء منذ أكثر من 100 عام، استقلت مطلع التسعينيات الميلادية قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، وهي اليوم دولة نامية تحتل المركز الـ70 بين دول العالم في مؤشر التنمية البشرية، ويفوق عدد سكانها 4 ملايين، يعيشون أرض تبلغ مساحتها 70 ألف كم، وأصبحت وجهة سياحية تجتذب الزوار في كل عام.
4 ملايين فرحة سكنت القلوب في جورجيا خلال يورو 2024، ومن هناك يكشف المدرب الفرنسي للمنتخب الجورجي لكرة القدم ويلي سانيول السر لأداء لاعبيه، قائلًا بعد التأهل: « ببساطة ما أذكره جيدًا، أنني أوصيت الجميع أن يلعبوا كما كانوا يفعلون في عمر الـ17 والـ15، لا فوارق بينهم والآخرين، فقط هي كرة قدم، يجب علينا التركيز في مطاردتها عندما لا تكون في حوزتنا، وأن نجيد ركلها حينما تكون بين أقدامنا، وهذا ما فعلناه، والأولاد أبلوا بلاءً حسنًا، إنهم بالفعل فخر لبلادهم».
ويلي سانيول «47 عامًا» اللاعب السابق والمدرب الذي يخوض تجربته مع المنتخبات للمرة الأولى رفقة جورجيا كان في قمة سعادته بعد إنجاز بلوغ دور الـ16، وتابع:« اليوم ليس لدي الكثير من الكلمات، لذا سأكتفي بالقول إنني فخور جدًا باللاعبين بسبب الصورة التي أظهروها عن جورجيا اليوم... أشعر بالفخر الشديد لكوني مدربهم».
يحتل منتخب جورجيا المرتبة 74 في آخر تصنيف صادر عن الاتحاد الدولي «فيفا»، ولكنه يضم جوهرة اسمها خفيتشا كفاراتسخيليا، بقيمة سويقة تبلغ 80 مليون يورو، وعلى الرغم من أنه لم يجتز عامه الـ23 إلا أنه في عيون الجورجيين، القائد القادم والأهم في خارطة المنتخب، النجم الذي لم ينتظر كثيرًا ليهز شباك البرتغال خلال دقيقة واحدة.
صاحب الاسم الشهير في عالم كرة القدم، نظرًا لصعوبته كفاراتسخيليا، قال بكل سرور بعد مباراة البرتغال: «التأهل معجزة، إنه أفضل يوم في حياتي».
ولكن ليس كفارا لوحده، هناك أيضًا بطل آخر، وهو جورج ميكوتادزه مهاجم متز الفرنسي الذي أبدى سعادته بالتأهل التاريخي خاصة وأنه أسهم فيه بشكل فعّال.
وصنع ميكوتادزه الهدف الأول لكفاراتسخيليا وسجل الهدف الثاني من ركلة جزاء، كان الثالث له في البطولة بعدما هز شباك تركيا «1-3» في الجولة الأولى وجمهورية التشيك «1-1» في الثانية لينفرد بصدار ترتيب الهدافين.
وبات ميكوتادزه تاسع لاعب في تاريخ البطولة يهز الشباك في المباريات الثلاث لدور المجموعات بعد الفرنسي ميشال بلاتيني «1984»، والإنجليزي آلن شيرر «1996»، والبلغاري خريشتو ستويتشكوف «1996»، واليوغوسلافي سافو ميليشيفيتش «2000»، والتشيكي ميلان باروش «2004»، والهولندي رود فان نيستلروي «2004»، والويلزي جاريث بايل «2016»، والبرتغالي كريستيانو رونالدو «2021».
وقال:« الأهم هو التأهل، فرحتي لا توصف، لم أفكر في الرقم القياسي بالتسجيل في مباريات دور المجموعات، أدين بذلك الى زملائي وفخور بتكرار إنجاز أساطير اللعبة».